هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير المزمور 34

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30450
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

تفسير المزمور 34 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير المزمور 34   تفسير المزمور 34 I_icon_minitimeالأربعاء 4 يونيو - 6:16:08

المزمور الرابع والثلاثون

شكر من أجل النجاة

ما حملته رسالة بطرس الرسول الأولى ( ص 2 ، 3 ) وغيرها من الرسائل الأخرى من اقتباسات زاخرة من هذا المزمور ، وما ظهر من أصدائه عليها ، لهو دليل قوى على ما تدين به كل الأجيال لهذا المزمور .

كتب داود النبى هذا المزمور عندما غير عقله أمام أبيمالك ، متظاهرا بالجنون ، فطرده الملك .

لقد ذهب مرتين إلى أرض الفلسطينيين [ 1 صم 21 : 4 – 15 ] ، [ 1 صم 27 ، 29 ] .

لقد أخفق اخفاقا ذريعا ولم يسلك بالإيمان . لا يمكننا أن نبرر صنيعه هذا أمام الملك ، متظاهرا بالجنون لخداعه . فالحق والإخلاص والصراحة هى أمور حتمية يلتزم بها المؤمن فى كل الظروف لا مناص منها ، فلا يليق برجل الله أن يلجأ إلى طريق خداع يحمل ضعف إيمان .

إن كان داود النبى قد ضعف فالرب لم يخذله ، وإنما برحمته خلصه . لهذا امتلأت نفس داود بالتسبيح ، مقدما الشكر لله على الدوام من أجل معونة نعمته ورأفته المتحننة .



" أبارك الرب فى كل وقت ،

وفى كل حين تسبحته فى فمى " [ 1 ] .

تعتبر الآيات 1 – 3 تعليقا رائعا على النصيحة المقدمة لنا فى العهد الجديد :

" افرحوا فى الرب كل حين ، وأقول أيضا افرحوا " فى 4 : 4 . فالروحانية الحقة تستعلن خلال الفرح الداخلى الدائم والذى يعبر عنه بالتسبيح الدائم حتى فى أحلك لحظات الظلمة .

عرف المرتل أنه ليس من عمل على الأرض ولا فى السماء أشرف ولا أعظم من التسبيح ، إنه عمل ملائكى !

حينما نسقط فى ضيق يلزمنا أن نتذكر معاملات الله معنا فى الماضى ، ومراحمه غير المنقطعة ، فتتحول قلوبنا إلى الفرح والتسبيح ، إذ تترجى بثقة ويقين مراحم الله الجديدة .



" بالرب تمتدح ( تفتخر ) نفسى ، ليسمع الودعاء ويفرحون .

عظموا الرب معى ، وارفعوا بنا اسمه جميعا " [ 2 ، 3 ] .

الأفتخار أمر طبيعى فى حياة الإنسان ، إن أساء استخدامه صار فريسى الفكر ، أما إن افتخر بضعفاته كما فعل الرسول بولس فينال نعمة الله وقوته ، عندئذ يمتدح الله فى شخصه وسماته ومواعيده وعهده وأعماله العجيبة ...

بالأتضاع والوداعة يدرك الإنسان أن ما ناله من صلاح ليس عن استحقاق ، إنما هو هبة إلهية مجانية ، فيشكر الله على مراحمه التى لا يدركها غير المؤمنين ، ويفرح ويمتلىء رجاء لينال كمال المجد الأبدى .



" طلبت إلى الرب فاستجاب لى ،

ومن جميع مساكنى ( مخاوفى ) نجانى " [ 4 ] .

لقد سمح الله لداود أن يتعرض لمتاعب كى يطلب إلى الله مصليا ، وأحيانا كان يؤجل الأستجابة حتى تتعاظم حاجته إليه فيصرخ قلب داود ، ويعطيه الله دليلا على استجابته ويخلصه .



" تقدموا إليه واستنيروا ،

ووجوهكم لا تخزى " [ 4 ] .

لعل ما هو أعظم من النجاة من الضيق هو التمتع بإشراقات الله على نفسه وسط آلامها .

وسط الآلام نتطلع إلى المصلوب لنشاركه صليبه وننعم بمجد قيامته فى داخلنا .



الله يحوطنا بملائكته :

" يعسكر ملاك الرب حول كل خائفيه وينجيهم " [ 7 ] .

ترسل الملائكة لخدمة معينة لحساب خائفى الرب الذين يرثون الخلاص ، إن كان أعداؤنا كثيرين جدا وأقوياء لكن هؤلاء الرسل السمائيين هم أكثر فى العدد وأعظم فى القدرة . توجد جماعة بلا حصر متفوقون فى القوة يسندوننا .



اختبار عذوبة الله :

" ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ! " [ 8 ] .

استخدمت هذه العبارة فى عب 6 : 5 ، 1 بط 2 : 3 . لتصف الجرأة فى الإيمان ، ولتحث على الدخول إلى الخبرة العملية .

+ كل صلاح نملكه هو تذوق للرب ...

يصير الناس كاملين عندما يدركون أنهم غير كاملين .



الله ملجأ سائليه :

الأشبال بما لها من قوة طبيعية قد تجوع ، أما رجال الله المحبيم له ، الذين يخافونه كأب لئلا يجرحوا مشاعر أبوته الحانية بخطاياهم ، لا يعتازون إلى شىء .

" اخشوا الرب يا جميع قديسيه ،

فإن الذين يخشونه لا يعوزون شيئا .

الأغنياء ( الأشبال ) افتقروا وجاعوا .

إن الذين يبتغون الرب فما يعدمون كل خير " [ 9 ، 10 ] .



هلم أيها الأبناء واسمعونى :

امتاز داود النبى الملك بحبه لشعبه وحنوه عليهم ، يتحدث معهم بكونه خاصته وبنيه .

" هلم أيها الأبناء واسمعونى ،

لأعلمكن مخافة الرب " [ 11 ] .

هكذا إذ يتهلل قلب داود النبى ، وينفتح لسانه بالتهليل من أجل خلاص الرب العجيب ، يشتاق أن يتعلم كل الشعب مخافة الرب ليختبر عذوبة الخلاص .



الجانب السلبى :

" اكفف لسانك عن الشر ،

وشفتاك لا تنطقا بالغش .

حد عن الشر " [ 13 ، 14 ] .

إذ تتقبل فيك كلمة الله يحفظ لسانك عن الشر وشفتاك عن النطق بالغش ، إذ لا شركة بين الخير الأعظم والشر ، وبين الحق والغش .

مسيحنا هو حافظ فمنا وهو باب شفاهنا الحصين ، به تتقدس كلماتنا ، فلا تخرج كلمة شريرة غاشة .



الجانب الإيجابى :

" واصنع الخير " [ 14 ] .

من كلمات القديس أغسطينوس :

+ لا يكفى أن تدير ظهرك للشر فحسب ، وإنما يلزم أن تصنع الخير أيضا .

لا يكفى ألا تعرى إنسانا فحسب ، وإنما يجب أن تكسو العريان .



السعى وراء السلام :

" اطلبوا السلام واتبعها " [ 14 ]

لم يقف المرتل عند الجانب الإيجابى إنما طالب بالجهاد فى طلب السلام ، أى طلب السيد المسيح والجد فى إثره .



الأمان الإلهى :

" فإن عينى الرب على الصديقين " [ 15 ]

يشبه القديس يوحنا الذهبى الفم الله بمربية أو أم تدرب طفلها على المشى ، تمسك بيديه لتتركهما إلى حين ، يسقط ويبكى فى عتاب ، لكن عينيها تتطلعان إليه وأذنيها تستجيبان لصراخه .

هكذا نحن فى حاجة إلى يدى الله المترفقتين ، وفى حاجة أن يبدو كمن يتركنا إلى حين لنصرخ إليه ..



" فإن أذنيه مصغيتان إلى طلبهم " [ 15 ]

صلاة المتواضع تبلغ كما من الفم إلى أذن الله .



" أما وجه الرب فعلى الذين يعملون الشر ،

ليمح من على الأرض ذكرهم " [ 16 ] .

الله الصالح يتطلع بعينيه نحو الصديقين ويميل بأذنيه إلى طلبتهم ، معلنا اهتمامه الشخصى بهم وشوقه نحو إستجابة طلباتهم ... نظرته إليهم وإنصاته لهم يبعثان فيهم الرجاء والحياة . أما صانعوا الشر فيقاومهم وجه الرب .



استجابته لصرخات الصديقين :

" الصديقون صرخوا والرب استجاب لهم ،

ومن جميع شدائدهم نجاهم ،

قريب هو الرب من المنسحقى القلب ،

والمتواضعين بالروح يخلصهم " [ 17 ، 18 ] .

القديس أغسطينوس :

+ " قريب هو الرب ... " يتجه الله نحونا ، حتى أنه يستجيب لنا قبلما ندعوه . أذناه مفتوحان لنا ، يأخذ صلواتنا مأخذ الجد .

+ الله عال ، ويليق بالمسيحى أن يكون متواضعا إن أراد أن يكون الله المتعالى قريبا منه . عليه من جانبه أن يتضع وينسحق .

اتضعوا فينزل إليكم .



يقدم لنا المرتل وعود إلهية بالتدخل لخلاص أولاد الله ، إذ يقول :

" كثيرة هى أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب " [ 19 ] .

الأبرار ينعمون بالسلام الأبدى بعد كثرة الشدائد ، ولا يقاسون بعد من أى شر .



" يحفظ الرب جميع عظامهم ، وواحدة منها لا تنكسر " [ 20 ] .

تنطبق هذه العبارة على السيد المسيح حرفيا كما أوضح العهد الجديد ( يو 19 : 31 – 37 ) ، وتنطبق بمفهومها الرمزى على داود النبى وجميع المؤمنين خائفى الرب حيث لا تنكسر عظمة واحدة من هيكل إيمانهم الحى .



يختم المرتل المزمور بروح التهليل وتمجيد الله مخلص خائفيه ، قائلا :

" الرب ينقذ نفس عبيده ،

ولا يندم جميع المتكلين عليه ! "

إنه منقذنا من كل مرارة ، خاصة مرارة الخطية المهلكة للنفس !

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
$AKEEL$
مشرف مراقب
$AKEEL$


ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
Localisation : بغديدا الحبيبة
السٌّمعَة : 1
النقاط التي حصلت عليها : 30801
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

تفسير المزمور 34 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير المزمور 34   تفسير المزمور 34 I_icon_minitimeالسبت 7 يونيو - 18:34:35

شكرا اخي عالمزمور الرائع
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
تفسير المزمور 34
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير المزمور 33
» تفسير المزمور 35
» تفسير المزمور 31
» تفسير المزمور 32
» تفسير المزمور الثلاثون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: