هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير المزمور 32

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30515
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

تفسير المزمور 32 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير المزمور 32   تفسير المزمور 32 I_icon_minitimeالأربعاء 4 يونيو - 6:13:55

المزمور الثانى والثلاثون

الفرح بالغفران


مزمور الصراحة والأعتراف بالخطية



هو مزمور التوبة الثانى ، يدعوه بعض الدارسين مع المزامير 51 ، 130 ، 145 مزامير بولسية [ تحمل فكرا يشابه فكر الرسول بولس ] ، إذ تتحدث بقوة عن عمل الله الخلاصى فى حياة الخاطىء التائب .

إنه جوهرة الجمال الروحى وتدبير الله الخلاصى . بينما تحتشد الدموع والعبرات والأسى فى المزمور السادس ، أول مزامير التوبة ، نشعر هنا بمدى الراحة التى يتمتع بها الخاطىء الذى لا يكتم خطيته ، بل يقول : " اعترف للرب بإثمى " [ 5 ] .

فالخطية الرئيسية هنا ليست العصيان وإنما بالحرى الرياء . فمفتاح المزمور هو كلمة " أكتم " أو " لا أكتم " [ 5 ] . فعندما رفض المرتل أن يكشف عن إثمه يقول : " أنا سكت فبليت عظامى ، من صراخى طول النهار " [ 3 ] . وإذ كشف له الله عن الخطية غفرت ، وطلب المرتل ألا يكون " فى فمه غش " [ 2 ] ، سائلا أن تحيط به رحمةالله [ 12 ] أو حب الله الذى يقيم عهدا مع شعبه ويود خلاصهم .

صلى داود النبى المزمور الحادى والخمسين بعدما أشار إليه ناثان بأصبعه ، قائلا : " أنت هو الرجل " 2 صم 12 : 7 ، فكان المزمور اعترافا من داود بخطيته ، ثم ترنم بهذا المزمور إذ اختبر بركات غفران خطيته الموجهة ضد الله نفسه وضد بتشبع وأوريا الحثى . وكأن هذا المزمور يأتى بعد المزمور 51 بحسب الترتيب التاريخى .

قيل إن هذا المزمور هو المزمور المفضل جدا لدى القديس أغسطينوس ، اعتاد أن يصليه بقلب حزين وعينين باكيتين ، عندما اقترب القديس من الرحيل من هذا العالم طلب أن يكتب هذا المزمور – مع بقية مزامير التوبة – بحروف كبيرة على لافتة ضخمة ، وتوضع مقابل سريره ، وكان يردد كلمات هذه المزامير بقلب منسحق مع أنفاسه الأخيرة .


الغفران الإلهى



" طوباهم الذين تركت لهم آثامهم

والذين سترت خطاياهم

طوبى للرجل الذى لم يحسب له الرب خطيئة ( معصية )

ولا فى فمه غش " [ 1 ، 2 ] .

المزمور الأول يكشف عن تطويب الإنسان الذى يرتبط بكلمة الله فى أفكاره وفى قلبه وفى سلوكه العملى ، أما هنا فى مزمور أشير ( اسم أحد الأسباط بمعنى المطوب أو السعيد ) فنقرأ عن التطويب الممنوح لمن ينال بالتوبة غفران خطاياه ، وتستر نعمة الله آثامه . إنه مزمور كل إنسان انحرف فى ضعفه وضل الطريق ، ثم سحبته نعمة الله ، ليكون صادقا مع نفسه ومع الله ، يعترف بخطاياه .

المزمور الأول مزمور حافظ الناموس بالروح والحق ، ومزمور أشير مزمور كاسر الناموس الذى تفاضلت عليه نعمة الله لينال بر المسيح الكامل .

المزمور الأول يتحدث عن السيد المسيح الذى بلا خطية واهب التطويب ، ومزمور أشير هو مزمور المسيحى الذى ينعم بالتطويب خلال اتحاده بمسيحه .

الإثم : تعنى " تجاوز حد معين " أو " فعل أمر ممنوع " . تشير ضمنا إلى التمرد ضد رئيس شرعى أو ضد ضمير الإنسان .

الخطية : تعنى الخطأ فى إصابة هدف ما أو علامة معينة ، أو الأبتعاد عن سبل الله كسهم طائش يخطىء الهدف .

المعصية : تعنى الأنحراف عن مسار محدد أو عن وضع معين . تشير إلى اعوجاج كما يحدث لشجرة معوجة بسبب ريح عاصف أو نتوء حدث فى الأرض بسبب زلزال ، من ثم فهى تعنى حدوث شىء ضد النمو الطبيعى .

الغش : تدل الكلمة على الزيف والخداع والمكر ...الخ .



علاج هذه الشرور الأربعة :

أولا : المغفرة : الكلمة العبرية الأصلية تعنى " رفع " – جاء السيد المسيح ليدفع حياته على الصليب ثمنا ليحمل ثقل خطايانا ، محررا إيانا منها . جاء ليدعونا نحن المتعبين والثقيلى الأحمال إلى التمتع براحته ( مت 11 : 28 ) .

ثانيا : الستر : " والذين سترت خطاياهم " . لا يعنى الستر هنا تجاهل الخطية ، وإنما تعنى أننا إذ لبسنا بر المسيح بالصليب ، صار بره عوض خزى خطايانا .

ثالثا : البراءة أو التبرئة من الإتهام :

" لم يحسب له الرب خطية ، ولا فى فمه غش " [ 2 ]

لم يقل أنه بلا خطية ، فإنه لم يوجد إنسان هكذا بعد السقوط إلا كلمة الله المتجسد ، الذى من أجلنا صار إنسانا وهو العلى . فى الضعف نخطىء ، لكن بالإيمان العامل بالمحبة لا تحسب علينا الخطية ، إذ يسدد هو الثمن .

الخاطىء الذى يتمتع بغفران خطاياه والستر عليها بدم المخلص ويحسب كبرىء لا يحمل فى قلبه ولا فى فكره ولا فى فمه غشا .

يقبل الشركة مع المسيح " الحق " ، فيكون صادقا مع نفسه فى توبته واعترافاته كما فى إيمانه وثقته بالله وفى عبادته وتسابيحه وتشكراته ، أمينا فى علاقته مع الله يصارحه بكل ما يجتاز حياته من ضعفات أو من خبرة القوة الروحية ، من حب أو مخافة له ، من رغبة فى خدمته وحنين عميق نحو الأنطلاق ليكون معه ، مخلصا مع الغير ، لا يعرف الرياء ، ولا الغش ، يحب إخوته لكن ليس على حساب الحق ، يترفق بهم لكن فى حزم .

فى الكتاب المقدس تشير كلمة " غش " دائما إلى الخطية ، لأنها مخادعة ، وباطلة وكاذبة ، فلا أمانة فى الخطأ . إن كان المتعدى نزيها فى نظر الناس ، لكنه يخدع نفسه ، ويسلب الله ، ويكذب على القدير ، ويحتال على خالقه ، بمحاولته الوثب لأعتلاء طريق آخر غير المسيح فيكون لصا وسارقا .



" أنا سكت فبليت عظامى

من صراخى طول النهار ....

أظهرت خطيئتى ، ولم أكتم اثمى .

قلت أعترف للرب بإثمى .

وأنت صفحت لى عن نفاقات قلبى " [ 3 – 6 ] .

يروى لنا داود النبى عن خبرته ، كيف حاول أن يخفى خطيته ، وكيف صمت عدة شهور ، ربما حوالى السنتين بعد سقوطه مع بتشبع زوجة أوريا الحثى . فقد ولد الطفل الذى كان ثمرة الخطية قبل زيارة ناثان له ( 2 صم 11 : 27 ؛ 12 : 14 ) . كان مدركا لخطيته ، لكنه لم ينهض طالبا المغفرة ، ولم يكن له سلام أو راحة ، فقد بدأت عظامه تشيخ وتبلى ، واكتشف أنه يلزمه أن يتوب طالبا الصفح عن خطاياه والأعتراف فى حضرة ذاك الذى يرى كل شىء ولا يخفى عليه شىء ما .

كثيرا ما يخطر بفكر الإنسان أن يؤجل اعترافه حتى يتحسن حاله ، لكن التأجيل فى الواقع هو سكوت خارجى عن الخطأ ، وتخدير للنفس لترك الخطية تملك فى الأعماق مدة أطول فى الظلمة حتى تتمكن بالأكثر على استلام مركز قيادة الحياة الداخلية ، أما ثمر ذلك فهو اهتزاز هيكل الإنسان الداخلى .

إذ صمت ولم يعترف مقدما تبريرات لنفسه تحولت حياته إلى برية قاحلة لا تتمتع بمياة النعمة الإلهية ، فأنبتت شوكا وحسكا كثمر طبيعى للخطية .

" لأن يدك ثقلت على بالنهار والليل .

رجعت إلى الشقاء عندما انغرست الأشواك قى " [ 4 ]

فى النص العبرى جاء الجزء الأخير : " تحولت رطوبتى إلى يبوسة القيظ "


الفرح الإلهى



" افرحوا أيها الصديقون بالرب

وابتهجوا وافتخروا يا جميع مستقيمى القلوب " [ 11 ]

إن كان الفم هو نصيب الأشرار ، فإن الفرح المضاعف هو نصيب الصديقين ، مستقيمى القلب أما سر الفرح فهو " الرب " . إنهم يفرحون بالرب كغافر للخطايا ، كملجأ لهم ، كقائد حياتهم ، وكمصدر مجدهم .

فرحهم هو بالرب لا بالغنى الزمنى والأمور الأرضية .

بدأ المزمور بتطويب من غفرت آثامهم وانتهى بالبهجة بالرب وليس بالغنى أو بالخلاص من الألم . بغفران خطايانا تصير قلوبنا مخلصة وأمينة لله ويعلن الرب ملكوته المفرح فيه .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
$AKEEL$
مشرف مراقب
$AKEEL$


ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
Localisation : بغديدا الحبيبة
السٌّمعَة : 1
النقاط التي حصلت عليها : 30866
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

تفسير المزمور 32 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير المزمور 32   تفسير المزمور 32 I_icon_minitimeالسبت 7 يونيو - 18:32:01

رجعت إلى الشقاء عندما انغرست الأشواك قى " [ 4

شكرا عيوني على نقل المميز
ربي يحفظك
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
تفسير المزمور 32
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير المزمور 33
» تفسير المزمور 34
» تفسير المزمور 35
» تفسير المزمور 31
» تفسير المزمور الثلاثون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: