ابنة يايروس
من وحي الانجيل المقدس الاحد 2010 -11 _7
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف
www.almohales.orgإنجيل القدّيس لوقا 56 _41 :8
فِي ذلكَ الزمان. دَنا إِلى يسوعَ إِنسانٌ ٱسمُهُ يائِيروس. وهو رئيـسٌ للمَجمَع. وَخرَّ عندَ قدَميّ يسوعَ وجعَلَ يتضرَّعُ إَليهِ أَن يَدخُلَ إِلى بَيتِهِ *لأَنَّ له ٱبنَةً وحيدةً لها نَحوُ ٱثنتَي عَشْرَةَ سَنةَ قد أَشرَفَت على الموت. وبَينَما هو مَنطلِقٌ كانَ الجُموعُ يَزحَمونَهُ *وإِنَّ ٱمرأَةً بها نَزفُ دَمٍ مُنذُ ٱثنَتَي عَشْرَةَ سَنة. وكانت قد أَنفَقَت مَعيشَتَها كلَّها على الأَطبَّاءِ ولَم يَستَطِعْ أَحدٌ أَن يَشفِيَها *دَنَت مِن خَلْفِهِ ومَسَّت هُدْبَ ثَوبِهِ. ولِلوَقتِ وقَفَ نَزفُ دَمِها *فقال يسوع. مَن لمَسَني. وإِذ أَنكَرَ الجميعُ قال بُطرُسُ والذين معَهُ. يا مُعلِّم. إِنَّ الجُموعَ تُحيقُ بكَ وتُضايقُكَ وتقولُ مَن لمَسَني *فقالَ يسوع. قد لمَسَني واحدٌ. فإِنِّي شَعَرتُ بقُوَّةٍ قد خرَجَت مِنِّي *فلمَّا رأَتِ المَرأَةُ أَنَّها لَم تَخفَ. جاءَت مُرتَعِدةً وخرَّت لهُ. وأَخبَرَتهُ أَمامَ الشعبِ كلِّهِ لأَيَّةِ عِلَّةٍ لمَسَتهُ وكيفَ بَرِئَت لساعتِها *فقالَ لها. ثِقِي يا ٱبنَة. إِيمانُكِ أَبرَأَكِ. إِذهَبي بسَلام *وفيما هو يَتكلَّمُ جاءَ واحدٌ مِن عِندِ رئيسِ المجمَعِ وقالَ له. إِنَّ ٱبنَتَكَ قد ماتَت فلا تُتعِبِ المُعلِّم *
فسَمِعَ يسوعُ فأَجابَهُ قائلاً. لا تَخَف. آمِن فقَط فتَخلُص *ولمَّا جاءَ إِلى البَيتِ لم يَدَعْ أَحداً يَدخُلُ معَهُ إِلاَّ بُطرُسَ ويَعقوبَ ويوحنَّا وأَبا الصبِيَّةِ وأُمَّها *وكانَ الجميع يَبكُونَ ويَلطِمـونَ علَيها. فقال. لا تَبكوا. إِنَّها لَم تَمُتْ بل هيَ نائِمَة *فجَعَلوا يَضحَكُونَ مِنهُ لعِلمِهِم بأَنَّها قد ماتَت *أَمَّا هوَ فأَمسَكَ بيَدِها ونادَى قائلاً. يا صَبِيَّةُ قُومي *فرَجَعَتْ رُوحُها وقامَت في الحال. فأَمَرَ بأَن تُعطى طَعاماً *فدَهِشَ أَبواها. وأَوصاهُما أَن لا يَقولا لأَحدٍ ما جَرى *
+ شرح الاسم يايروس مقتبس من كتاب "تفسير اناجيل الاحاد" من تاليف ميخائيل بولس اصدار الجمعية " جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة ".
" يايروس " هي الصيغة اليونانية للاسم العبري " יאיר _ يائير { أي ينير } { قضاة 13 :10 ، عدد 41 :32 } وكذلك في مرقس { 22 :5 } اما متى فلم يذكر اسمه. وكان رئيس المجمع { בית כנסת _ بيت كنيست ، مرقس 22 :5 } وفي متى هو رئيس فقط، أي انه احد شيوخ اليهود الذين يقومون بالامور الدينية في كفرناحوم وهي وظيفة قديمة { لعلها من ايام عزرا } يرثها الخلف عن السلف في العائلة. واصحاب تلك الوظيفة من اشرف امة اليهود ولادة ورتبة.
وكان رئيس المجمع مكلّفا بالاشراف على الترتيبات اللازمة للصلوات والخدمات التي تؤدّى في المجمع، اذ حلّ المجمع محلّ الهيكل بعد هدمه وخرابه، وكانت المجامع منتشرة في المدن اليهودية، وربما يكون في المدينة الواحدة عدة مجامع، وبحسب شهادة المؤرخ يوسيفوس كان في القدس وحدها 480 مجمعا. وكان رئيس المجمع ينتخب لفترة زمنية معينة. وكان على الرئيس ان يختار الاشخاص { المعاونين } الذين يقومون بالصلاة، والذين يقرأون الكتاب المقدسويفسرونه ومن يقومون بخدمة الوعظ.
ولعلّ يايروس هذا كان احد شيوخ اليهود في مجمع كفرناحوم الذين جاءوا الى يسوع يسالونه بعد ان عاد من كورة الجرجسيين، وحين وصوله الى شاطيء بحيرة طبريا حيث اجتمع حوله جمع كثير { مرقس 21 :5 }".
ان استخدام العبارة " فخرّ عند قدمي يسوع .." تدل على مدى ايمان وثقة يائيروس بيسوع الرب الشافي وطلب من الرب الشفاء، والرب يسوع نبع الرافة والحنان والتحنن والمحبة فلبّى طلبته على التو، ومن هنا لنا ان نفهم ونعلم انه يلزمنا ثلاثة امور:
+ الايمان.
+ الرجاء.
+ التقوى.
" فلمّا جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها".
جمع غفير تابع الرب الى بيت يائيروس الا ان الرب لم يدع احدا من الجمهور والبشير مرقس يقول:" لم يدع احدا يتبعه ".
ان الثلاثة هم ايضا الذين تمت دعوتهم الى جبل ثابور واهلها بالطبع ، ويتبادر الى ذهن القاريء الكريم :لماذا؟
تعليم الرب لنا هو تجنّب المجد الباطل.واما دعوة الرسل الثلاثة ووالدا الصبية فهو للشهادة له بالاعجوبة والمعجزة الكبيرة وهذا لدحض حجة من لا يؤمن به بانه بكلمة يقيم من الموت.