من وحي الاحد
هل الصدقة فرضا
إنجيل القدّيس لوقا 31 _19 :16
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _
www.almohales.org" فِي ذلك الزَّمان. كانَ إِنسانٌ غَنيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والبَزَّ. ويتنعَّمُ كلَّ يوم تَنَعُّماً فاخراً *وكانَ مِسكينٌ ٱسمُهُ لَعازَر. مَطروحاً عندَ بابِهِ مُصاباً بالقُروح *وكانَ يَشتَهي أَن يَشبَعَ منَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ من مائدةِ الغَنِيّ. بَل كانتِ الكِلابُ أَيضاً تَأْتي وتَلحَسُ قُروحَه *ثم ماتَ المِسكينُ فنَقَلَتْهُ الملائكةُ إِلى حِضنِ إِبراهيم. وماتَ الغنيُّ أَيضاً ودُفِن *فرفَعَ عينَيهِ وهو في الجَحيمِ في العَذابات. فرأَى إِبراهيمَ من بعيدٍ ولَعازرَ في أَحضانهِ *فنادى قائلاً. يا أَبتِ إِبراهيمُ ٱرحَمني. وأَرسِلْ لَعازرَ ليَغمِسَ في الماءِ طرَفَ إِصبَعِهِ ويُبَرِّدَ لساني. لأَنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب *
فقال إِبراهيم. تَذكَّر يا ٱبني أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حياتِك. ولَعازَرَ كذلِكَ بَلاياه. والآنَ فهو يَتعزَّى وأَنتَ تتَعذَّب *وفوقَ هذا كلِّهِ فبينَنا وبينَكم هُوَّةٌ عظيمةٌ قد أُثبِتَتْ. حتَّى إِنَّ الذين يُريدونَ أَن يَجتازوا من هُنا إِليكم لا يَستَطيعون. ولا الذينَ هُناكَ أَن يَعبُرُوا إِلينا *فقال. أَسأَلُكَ إِذَن يا أَبتَِ أَن تُرسِلَهُ إِلى بيتِ أَبي *فإِنَّ لي خمسةَ إِخوَةٍ حتَّى يَشهَدَ لَهُم. لكي لا يَأْتُوا هُم أَيضاً إِلى مَوضِعِ العذابِ هذا *
قال لهُ إِبراهيم. إِنَّ عِندَهم مُوسى والأَنبياءَ فَلْيَسْمَعوا مِنهُم *قالَ. لا يا أَبَتِ إِبراهيم. بَلْ إِذا مضى إِليهِم واحِدٌ من الأَمواتِ يَتُوبون *فقال له. إِنْ لم يَسمَعوا من موسى والأَنبياء. فإِنَّهُم ولا إِنْ قامَ واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَقتَنِعون".
ان وصف لباس الانسان يدل على مدى غناه حيث هذا اللون " الارجواني " يستخلص من حيوان بحري وهي باهظة الثمن.هذا الغني يمثل كل عني محب للبذخ والتبذير والاسراف بانواع الماكولات والطرب وقت المائدة.
ان عدم ذكر الانسان الغني ليس من باب الصدفة وكذلك الامر بالنسبة لذكر الانسان الفقير " اليعازر " لان اسماء الابرار جديرة بالذكر الالهي.
واسماء الابرار انما تكتب في السموات { لوقا 10 } وفي سفر الحياة { فيلبي 4 }ويقول النبي داود :" ولا اذكر اسماءهم بشفتي "{ 15 }.
هذا الشخص " اليعازر " كان في حالة من الفقر المدقع حيث لم يكن له ماوى لينام تحت سقف ويجلس بالقرب من منزل هذا الغني المسرف ولم يدعه ولم مرة لبيته لياكل او لينام او حتى ليرسل له الطعام فكان يقتات من الفتات لاذي يسقط من مائدة الغني.
مات المسكين ومات الغني. ان المسكين حملته الملائكة الى الاخدار السماوية واما الغني فقد تم دفنه ، ولربما يسال القارىء الكريم لماذا قيل عن الفقير انه " حضن ابراهيم " ولم يقل الانجيل المقدس انه " دفن " كما هو حال الغني؟
ان حضن ابراهيم يراد به مكان الخيرات، ومن الجدير التنويه ان عبارة "حضن " ليست مرادفة " للفردوس " ولو انها تعني الوجود هناك.
وهو هنا مقابل " جهنم " مكان العذاب الابدي، ومنه استطاع الغني ان يرى اليعازر والنعيم الذي هو فيه. والتعبير منقول من فكرة الوليمة حيث يتكىء كل رجل على مرفقه فيكون حضن الذي عن يساره والمفروض ان اليعازر اجلس بجانب ابراهيم أي مكان الشرف في الوليمة والى النعمة والبنوة { يوحنا 23 :13 و 18 :1 }.
ان استعمال عبارة " حضن " في الكتاب المقدسللدلالة على الحفظ { اشعياء 11 :40 ولوقا 23 :16 } او شدة المحبة والشرف { يوحنا 13 } والاتحاد الكامل والى الثقة والبنوّة وفي نص منسوب للقديس يوحنا الذهبي الفم :" فجاة تحولت العذابات العظيمة الى بركة. فقد حمل {المسكين } بعد اتعابه الكبيرة اذ كان واهنا، او غير قادر على المشي لذا حملته الملائكة . ملاك واحد لم يكن كافيا لحمله بل جاء كثيرون يحملونه، اذ كوّنوا جوقة مفرحة.
كل ملاط يتهلل ان يلمس ثقلا عظيما كهذا . ببهجة يفعلون حاملين الثقل لكي يقدموا البشر ملكوت السموات. لقد حمل الى حضن ابراهيم اما بالنسبة للغني فلم يقل شيئًا من هذا انما اكتفى بالقول انه مات ودفن.فان الذين يضعون رجاءهم في الله يجدون في رحيلهم من العالم خلاصا من العذابات والالم.
علّمنا سليمان شيئا من هذا القبيل:" في نظر الناس يبدو انهم ماتوا ويُظن رحيلهم ضررا ومضيهم عنّا خرابا، واما هم ففي سلام ورجاؤهم مملوء خلودا"{ الحكمة 3 }.