مثل الوزنات
من وحي الاحد السادس عشر ب.ع
متى البشير 30 _14 :25
ويُقرأ في الكنيسة الكاثوليكية الانجيل المقدس قبل الصليب {يوحنا 17 _13 :3 }.
يوسف جريس شحادة
www.almohales.org كفرياسيف
" قال الربّ هذا المثل انسان اراد السفر فدعا عبيده وسلّمهم امواله. فأعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين وآخر وزنة.كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت. فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات أُخَر وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح وزنتين أخريين.واما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده .وبعد زمان طويل جاء سيد اولئك العبيد وحاسبهم".
مثل الوزنات مِثل مَثل العذارى العشر والسبب في ذلك لانه يعلّم وجوب الاستعداد لمجيء المسيح الرب للدينونة. والاستعداد ليس مجرّد انتظار سلبي بل نشاط مسؤول يعطي نتائج يراها السيد القادم ويقرّها. ولان فكرة الانتظار لم يقصد بها ان تكون تاخيرا سلبيا لا معنى له، بل فترة تتاح فيها الفرصة لان تستغل الوزنات التي سلّمها لعبيده. والعبيد هنا كالعذارى هناك هم المسيحيون المعترفون بالمسيح علنًا الاستعداد الدائم لمجيء المسيح يأمر بالاجتهاد الدائم الذي تحرّكه المحبّة لا الخوف فان الاستعداد الدائم والاجتهاد في خدمته واظهار المحبّة هي الاصول الرئيسية التي تميّز الوجه الايجابي في الديانة المسيحية عن السلبي الذي يقوم بمجرّد الامتناع عن الخطية . والفرق بين المثلين في أمرين { هذه المادة مقتبسة ما كتابنا الجديد الجزءين الثالث والرابع : تفسير أناجيل الآحاد للاستاذ ميخائيل بولس من اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة، واول الشهر القادم الندوة حول كتابنا _الجزء الثاني الاعياد السيدية،من تاليف الاستاذ ميخائيل بولس واصدار الجمعية}.
+ " فجاء الذي أخذ الخمس وزنات فقدم خمس وزنات أُخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات أُخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعمَّا أيها العبد الصالح والامين. كنت امينا في القليل فانا اقيمك على الكثير. أدخل الى فرح ربّك. ثمّ جاء الذي أخذ الوزنتين فقال له يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان أُخريان ربحتهما فوقهما. فقال له سيده. نعمَّا ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فانا اقيمك على الكثير. أدخل الى فرح ربك.فتقدّم ايضا الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لا تبذر. فخفت وذهبت فاخفيت وزنتك في الارض. ها مالك عندك".
يقول نيكوفورس:" انظر كيف يظهر عرفان الجميل والشكر في الرجال الصالحين الذين دأبهم عمل المبرات والاحسان. فإنّهم يعترفون بأنّ الله هو سبب فضيلتهم كما قال احدهم انت يا سيد اعطيتني خمس وزنات وقال آخر انت يا سيد اعطيتني وزنتين.
ان السيد بيّن لنا بهذه الاقوال نكران الجميل في الناس الاشرار والكسالى والاعذار الفارغة التي يتعللون بها. فانّ هؤلاء لا يقنعون البتة بما قسم الله لهم ولا يقومون بايفاء ما عليهم من واجب الشكر لعزّته الالهية. بل تراهم دائما يبكون ويشكون نعمة الله وفي تهاونهم باتمام واجباتهم التي لا مهرب منها يختلقون اعذارا فارغة وبعيدة عن الصواب ومملوءة قحة".
+ " فأجاب سيده وقال له: ايها العبد الشرير والكسلان علمت انني احصد حيث ازرع واجمع من حيث لا ابذر فكان ينبغي ان تطرح فضتي للصيارفة وعند مجيئي كنت آخذ مالي مع ربح فخذوا الوزنة منه واعطوها للذي معه العشر وزنات.لان كل من له لا يعطى ويزاد. ومن ليس له فالذي عنده يوخذ منه والعبد البطال ألقوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان ولما قال هذا صاح من له اذنان للسمع فليسمع".
" ان الحكم على من اخفى الوزنة هو رهيب ومريع، فبهذا القصاص يعدم الانسان النعمة الالهية ويعرَّى منها بالكلّية . ان ربنا يسوع المسيح كلما كان يخاطب تلاميذه بامثال كان يلحقها بهذا التنبيه" من له اذنان للسمع فليسمع" وهو يعلمنا بذلك انه لا يقصد بذلك الاذنين الجسديتين ولا السمع المادي بل الآذان العقلية والسمع العقلي ،أي فليسمع عقليا وليتمعن في اقوال المسيح الالهية لاننا لاجل ادراك معاني هذه الاقوال نحتاج الى انتباه وفهم".