هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير المزامير من المزمور الأول للمزمور الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30180
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

تفسير المزامير من المزمور الأول للمزمور الخامس Empty
مُساهمةموضوع: تفسير المزامير من المزمور الأول للمزمور الخامس   تفسير المزامير من المزمور الأول للمزمور الخامس I_icon_minitimeالخميس 8 مايو - 17:35:20

المزمور الأول



الإنسان المطوب

يبدأ معلمنا داود النبى مزاميره

1 – بكلمة طوبى ... وهى نفس الكلمة التى بدأ بها السيد المسيح رسالته على الأرض :

" طوبى للمساكين بالروح ...الخ " مت 5 : 3 .

وهنا ينكشف لنا تشجيع الله ، فهو يطوبنا عندما نبتعد عن الشر – كما طوب السيد المسيح بطرس الرسول عند اعترافه بألوهيته " طوباك يا سمعان بن يونا ... " مع أن اعتراف بطرس لم يكن من ذاته لكن من الله الآب الذى فى السماء .

قداسة البابا شنودة الثالث يعرف كلمة " طوبى " بأنها تعنى أمرين هما : " السعادة والبركة " .


" طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين ،

وفى طريق الخطاة لم يقف ،

وفى مجلس المستهزئين لم يجلس " [ 1 ]


" وفى ناموس الرب يلهج نهارا وليلا "

تفهم ( هذه العبارة ) أى بلا انقطاع .. ربما يقصد بالنهار : " فى الفرح " وبالليل : " فى الضيقات " ... فقد قيل : " أبوكم إبراهيم تهلل بأن رأى يومى فرأى وفرح " يو 8 : 56....

" وكل ما يصنعه ينجح فيه "

بمعنى أنه لا ينجح فقط فى حياته الروحية بل وفى كل جوانب الحياة ، لأن النجاح هو سمة الحياة المطوبة .

" لا يقوم المنافقون فى الدينونة ، ولا الخطاة فى مجلس الأبرار " [ 5 ]

لا يقدر الأشرار أن يقوموا للدفاع عن أنفسهم فى دار الشريعة ، عندما يحل وقت القضاء ، فى الدينونة يرون الرب مهوبا ، عينيه كلهيب نار ، أما أولاد الله فيرونه عريسا سماويا يضمهم إلى مجده !

" يعرف الرب طريق الأبرار ، أما طريق المنافقين فتباد " [ 6 ]

معرفة الرب ليست إدراكا ذهنيا مجردا بل شركة فعالة ( عاموس 3 : 2 ) .

بطريقة أخرى : المسيح هو الطريق والحياة والحق ( يو 14 : 6 ) ، لنسير فى المسيح فيعرف الله الآب طريقنا .

والكنيسة تقدم لك أيضا فى بدء صلاة باكر قطعة وعظية أخرى ، عبارة عن فصل من الرسالة إلى أفسس " الإصحاح الرابع " يقول فيها القديس بولس الرسول : " أسألكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التى دعيتم إليها ، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة ، محتملين بعضكم بعضا بالمحبة ، .. الخ "

هذا الفصل من أفسس ، وهذا المزمور ، إرشاد لازم فى بدء اليوم .

المسألة إذن ليست مجرد صلاة ، إنما هى أيضا سلوك .

+ + +

المزمور الثانى
عش ملكــــا
الآن فى هذا المزمور الملوكى يقدم لنا المرتل المسيا " الملك العام " بكونه الطريق الضيق المجيد ، فيه ندخل إلى معركة الصليب الروحية فنصير ملوكا ، إذ قيل : " جعلنا ملوكا وكهنة " رؤ 1 : 6 .
1 – مسيح الرب :
" قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا ،
على الرب وعلى مسيحه " [ 2 ]
اهتمت كثير من المزامير الملوكية بالكشف عن قدسية عمل الملك ، خاصة فى هذا المزمور ، حيث ذكر أنه مختار من الله .
لقد مسح ( الإبن المتجسد ) لينوب عنى فى المعركة الروحية ، واهبا إياى نصرته ( 1 يو 2 : 13 ) . فيه نصير نحن أيضا مسحاء الرب خلال مسحة الميرون ، أعضاء جسده المقدس ، أبناء الله ، وذبائح حب من أجل الآخرين .
يقصد المرتل بالملوك والرؤساء القادة الأشرار الذين مع تباين مصالحهم اتحدوا معا عند لحظات الصليب ضد السيد المسيح . اتحد ليس فقط الأقوياء بل وأيضا الرعاع ، إذ صرخ الشعب : " اصلبه ! أصلبه ! " وكما يقول ربنا : " ابغضونى أنا وأبى " يو 15 : 24 . ابغضوه هو وأباه ، قائلين : " لنقطع أغلالهما ولنطرح عنا نيرهما " [ 3 ] .
2 – السماوى المتوج [ 2 ، 4 ]
" الساكن فى السموات يضحك بهم " [ 4 ]
إنه فى السماء بعيدا عن متناول تهديداتهم ومحاولاتهم العاجزة . هناك يعد عرشه للدينونة ، لذا يسهل جدا الأستهزاء بمحاولات الأعداء .
3 – الإبن الوحيد الجنس [ 7 ]
" أنت ابنى وأنا اليوم ولدتك " ، ولم يقل : " أنا خلقتك " .
لا يدعو الإبن الله خالقه فى ولادته الأزلية الإلهية ، بل أباه .
" هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " مت 3 : 17 . لهذا يخدمه الملائكة بكونه فوقهم ، يسجدون له بكونه أعظم منهم فى المجد ، وفوق كل المخلوقات .. وهو وحده ابنه الحقيقى جوهريا .
المسيح القائم من الأموات :
يسبح بهذا المزمور فى صلاة باكر بكونه مزمور القيامة ...
يختم المزمور بالقول : " طوبى لجميع المتكلين عليه " [ 12 ]
الثقة فيه هى أمر أعظم من الإيمان ، فإنه إذ يؤمن إنسان أن ابن الله هو معلمنا يثق أن تعاليمه هى حق .

+ + +
المزمور الثالث
الله مخلصى
هذا المزمور هو مرثاة شخصية ، يعبر بها المؤمن عما يتوقعه من متاعب وآلام مع كل صباح جديد خلال معركة الخلاص
بمعنى آخر هذا المزمور هو مرثاة مؤلمة وفى نفس الوقت هو أنشودة مفرحة . إنه نشيد عسكرى نعزفه أثناء المعركة الروحية ، وهو تسبحة غلبة حيث تتهشم أسنان الأشرار فنراهم أضحوكة ، بينما يتمجد الله ويتبارك شعبه .
هذا المزمور يمس حياة داود الشخصية ، ويحمل نبوة عن شخص المسيح ابن داود ، يمس حياة كل واحد منا خلال علاقته الشخصية مع مخلصه كما يمس حياة الجماعة المقدسة ككل ! يبدأ بصيغة المفرد وينتهى بصيغة الجمع : " على شعبه بركته " !
الخط الواضح فى هذا المزمور هو تمتعنا بالخلاص الإلهى خلال قيامة مسيحنا بالرغم من كثرة المقاومين لنا .
وهو يتحدث فى صلاته عن خبراته الروحية فيقول : " بصوتى إلى الرب صرخت ، فاستجاب لى من جبل قدسه " . والمزمور أيضا فيه ثقة واتكال على الله ، إذ يقول : " للرب الخلاص وعلى شعبه بركته " ..
ومع أنه يبدأ بالشكوى والعتاب والإستغاثة إلا أنه ينتهى بالتهليل ( هللويا ) إذ يتذكر أعمال الله معه .
ويصلح هذا المزمور لكل من هو فى ضيقة من أعدائه ، ولكل من هو مضغوط من حروبه الروحية .
وهو أيضا نبوءة عن السيد المسيح فى آلامه وموته وقيامته ...
ما أعجب داود النبى فى مزاميره ! وما أعجب مزاميره : كيف تبدأ وكيف تنتهى !
المسيح المضطهد :
" يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى ؟ " [ 1 ]
لقد طرد داود من موضعه ومن المدينة الملوكية ، وحرم من تابوت العهد المقدس كما من شعبه ، طرده أبشالوم الإبن المتمرد الذى وضع فى قلبه لا أن ينتزع عنه تاجه فحسب وإنما حياته نفسها أيضا ( 1 صم 15 ) ، لذا صار داود يشكو إلى الله ملجأه .
عند هروبه صعد على جبل الزيتون فى حزن شديد ، وكان يبكى بكاء شديدا ، مغطيا رأسه ، حافى القدمين ، ينشد ويصلى هذه المرثاة . بالحقيقة لم يكن ممكنا للضيق أن يسحبه من الله بل بالعكس قاده إلى ظل قيامة المسيح ابن داود الذى اجتاز الضيق والآلام والصلب .
يرى العلامة ترتليان أن هذه الصرخات إنما هى حديث السيد المسيح ابن داود مع الآب لحسابنا نحن المتألمين المتروكين كمن هم بلا عون ....
" كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بإلهه " [ 2 ]
هذا هو هدفهم فى أحاديثهم : " فلينزل الآن عن الصليب إن كان ابن الله " ، " خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها " مت 27 : 42 ...
" أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت " [ 5 ]
نلاحظ أن تعبير " أنا " هنا يشير إلى موت ( المسيح ) بإرادته ، إذ يقول :
" لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لآخذها أيضا ، ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى ، لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضا " يو 10 : 17 ، 18 .
صوت القلب :
" بصوتى إلى الرب صرخت " [ 4 ]
بصوت القلب يتحدث مع الله !
من أجل هذا الصوت أمر الرب أن تكون الصلاة فى المخدع ( مت 6 : 6 ) ، حتى يتحقق هذا الصوت فى أعماق القلب فى هدوء .. هذه هى صلاة القديسين ، رائحة عذوبة تصعد أمام عينى الرب .
للرب الخلاص :
" للرب الخلاص ، وعلى شعبه بركته " [ 8 ]
ينتهى المزمور بنغمة النصرة ، هذه الفقرة ربما كانت ترنم كقرار تنشده كل الجماعة التى تقف أمام الرب الملك ، حيث يستعلن مجد الرب فى خلاص شعبه ومباركتهم .
+ + +
المزمور الرابع
اللـــه برى
1 – الحياة البارة :

" إذا دعوت استجبت لى يا إله برى "

ربنا هو برنا ، وكما يقول القديس بولس : " لأن غاية الناموس هو المسيح للبر لكل من يؤمن " رو 10 : 4 .

2 – الحياة المتسعة ( الرحبة ) :

يدعونا ربنا إلى حمل صليبه والسير فى الطريق الضيق . وبمشاركتنا إياه فى صليبه ننعم برحابة الأفق واتساع القلب بقوة قيامته المجيدة المفرحة .

" فى الضيق رحبت لى " [ 1 ] . قدتنى من ضيق الحزن إلى طريق الفرح المتسع ....

اتساع القلب – فى رأى القديس أغسطينوس – يقتنى بالروح القدس الذى يسكب الحب فى القلب .

على نقيض أصحاب القلوب المتسعة يوجد ثقيلوا القلب والكاذبون الذين يسعون وراء الباطل . لهذا يقول المرتل :

" يا بنى البشر حتى متى تثقل قلوبكم ؟!

لماذا تحبون الباطل وتبتغون الكذب ؟! " [ 2 ]

3 – الحياة المستنيرة

" قد أضاء علينا نور وجهك يارب " [ 6 ] .. ففى السيد المسيح تستنير النفس وتختم بنور وجهه . بهذا يتحقق إصلاحنا وننال صورة الله ونصير على مثاله .

لقد أضاء وجه موسى النبى عندما دخل فى علاقة وثيقة مع الله .

+ + +
المزمور الخامس
ضد المسيح
فى هذه المرثاة ، يحول داود النبى اهتمامه إلى أخيتوفل المستشار الشرير لأبشالوم ، المشبه بضد المسيح .
يظهر المرتل هنا التضاد بين أمان بيت الله والخطر الذى يلحق بمصاحبة الشرير ، يقارن المرتل بين نفسه وأخيتوفل ، بكونه رمزا للكنيسة – بيت الله الروحى – المتحدة مع إبن داود ، والتى تدخل فى معركة مستمرة مع ضد المسيح ، بينما يمثل أخيتوفل ضد المسيح وأتباعه الشعب الشرير .
صرخ داود ثلاث مرات ، سائلا الله أن يسمع صلاته ، قائلا :
" انصت يارب لكلماتى ،
وافهم صراخى .
اصغ إلى صوت طلبتى يا ملكى وإلهى " [ 1 ]
( يارب ، يا ملكى ، وإلهى ) إشارة إلى الثالوث القدوس .
التكرار ثلاث مرات هنا يشير إلى شدة محبة داود ولجاجته فى الصلاة .
" أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك ،
وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك " [ 7 ]
بيت الله ملجأ المرتل ، وعبادته هى درعه ..
من يحب الرب يبتهج فى الرب !
+ سأدخل بيتك كحجر فى البناء .. ربما يعبر داود هنا عن اقتناعه بأن نفيه لن يدوم طويلا ، معلنا تصميمه على انتهاز أول فرصة للدخول إلى بيت الله .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير المزامير من المزمور الأول للمزمور الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير المزامير : المزمور الواحد والعشرون
» تفسير المزامير ، المزمور السادس والسابع
» تفسير المزامير 24 ، 25
» تفسير المزامير 11 ، 12 ، 13
» تفسير المزامير من الثامن وحتى العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: