أحد الآباء القديسين
إنجيل القدّيس يوحنّا .13-1:17
بتصرف:يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَفَعَ يَسوعُ عَينَيهِ إِلى ٱلسَّماءِ وَقال: «أَيُّها ٱلآبُ قَد أَتَتِ ٱلسّاعَة. مَجِّدِ ٱبنَكَ، لِيُمَجِّدَكَ ٱبنُكَ أَيضًا. كَما أَعطَيتَهُ ٱلسُّلطانَ عَلى كُلِّ بَشَرٍ، لِيُعطِيَهُم كُلَّ ما أَعطَيتَهُ لَهُ: ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة. وَهَذِهِ هِيَ ٱلحَياةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَن يَعرِفوكَ أَنتَ ٱلإِلَهَ ٱلحَقيقِيَّ وَحدَكَ، وَٱلَّذي أَرسَلتَهُ يَسوعَ ٱلمَسيح. أَنا قَد مَجَّدتُكَ عَلى ٱلأَرضِ، وَأَتمَمتُ ٱلعَمَلَ ٱلَّذي أَعطَيتَني لِأَعمَلَهُ، وَٱلآنَ مَجِّدني أَنتَ أَيُّها ٱلآبُ عِندَكَ، بِٱلمَجدِ ٱلَّذي كانَ لي عِندَكَ مِن قَبلِ كَونِ ٱلعالَم. قَد أَعلَنتُ ٱسمَكَ لِلنّاسِ ٱلَّذينَ أَعطَيتَهُم لي مِنَ ٱلعالَمِ. هُم كانوا لَكَ، وَأَنتَ أَعطَيتَهُم لي، وَقَد حَفِظوا كَلامَكَ، وَٱلآنَ عَلِموا أَنَّ كُلَّ ما أَعطَيتَهُ لي هُوَ مِنكَ ،لِأَنَّ ٱلكَلامَ ٱلَّذي أَعطَيتَهُ لي قَد أَعطَيتُهُ لَهُم. وَهُم قَبِلوا وَعَلِموا حَقًّا أَنّي مِنكَ خَرَجتُ، وَآمَنوا أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. أَنا أَسأَلُ مِن أَجلِهِم. وَلا أَسأَلُ مِن أَجلِ ٱلعالَمِ، بَل مِن أَجلِ ٱلَّذينَ أَعطيتَهُم لي لِأَنَّهُم لَكَ. وَكُلُّ ما هُوَ لي هُوَ لَكَ، وَما لَكَ هُوَ لي. وَأَنا قَد تَمَجَّدتُ فيهِم.وَلَستُ أَنا بَعدُ في ٱلعالَمِ، وَهَؤُلاءِ هُم في ٱلعالَمِ، وَأَنا آتي إِلَيك. أَيُّها ٱلآبُ ٱلقُدّوسُ، إِحفَظ بِٱسمِكَ ٱلَّذينَ أَعطيتَهُم لي، لِيَكونوا واحِدًا كَما نَحنُ.
حينَ كُنتُ مَعَهُم في ٱلعالَمِ، كُنتُ أَحفَظُهُم بِٱسمِكَ. إِنَّ ٱلَّذينَ أَعطَيتَهُم لي قَد حَفِظتُهُم، وَلَم يَهلِك مِنهُم أَحَدٌ إِلاّ ٱبنُ ٱلهَلاكِ لِيَتِمَّ ٱلكِتاب. وَٱلآنَ فَإِنّي آتي إِلَيكَ. وَأَنا أَتَكَلَّمُ بِهَذا في ٱلعالَمِ، لِيَكونَ لَهُم فَرَحي كامِلاً فيهِم".
ان اريوس الهرطوقي الذي من ليبيا ومتقدم كهنة الكنيسة الاسكندرية. بعد التجسد الخلاصي واحدى وعشرين سنة قد بدأ في ان ينشر ويزرع في قلوب المؤمنين بزور الكفر والهرطقة في العقائد الاصيلة لدين المحبة.
فان هذا الانسان الكافر قد قال بان ابن الله الوحيد وكلمته الازلية ومخلّصنا يسوع المسيح هو مخلوق وليس الها حقا مساويا للآب في الجوهر. وبما ان هذه الضلالة الاريوسية والهرطقة المفسدة كانت تمتدّ منتشرة وتتزايد. فقد تحرّك الملك قسطنطين الكبير اول ملوك المسيحيين المعادل الرسل بالغيرة على الايمان فاستدعى من كل المسكونة رعاة الكنيسة ومعلّميها لكي يحاموا عن عقائد حسن العبادة التي كانت تتهددها الاخطار. ويثبّتوا الايمان الحقيقي الاورثوذكسي { المستقيم}.
فاجتمع في مدينة نيقية ثلاث مائة وثمانية عشرة ابا من رؤساء كهنة وكهنة وشمامسة ورهبان. واما رؤساء الكهنة فمنهم من كان من المعترفين بالايمان الحاملين في اجسادهم آثار الجهاد في سبيل الرب أي الجراح التي اصيبوا بها من اهل الجور والبغي كبوطامون اسقف هيرقلية وبفنيتيوس اسقف ثيبة الخ.
فقد عقد هؤلاء الموقرون مجمعا وقرروا فيه واعلنوا باجماع الاراء ان ابن الله وكلمته هو مساو للاب في الجوهر واله حق من اله حق. وهكذا وضعوا دستور الايمان المقدس. واما اريوس الملحد السيء الرأي فقط قطعوه من الكهنوت وافرزوه مع آرائه التجديفية الهرطوقية.
فكنيسة المسيح الارثوذكسية قد عرفت هؤلاء الاباء الالهيين بعد الرسل الاطهار كرزة للايمان ومعلمين للعقائد الحقة ومحسنين الينا بما يأول الى خلاص نفوسنا. وعليه فقد حددت ان نعبد بورع كل سنة لتذكار اجتماعهم هذا الذي يُسمّى " المجمع المسكوني الاول ". وذلك لتمجيد الله ولمدح هؤلاء الاباء واكرامهم. ولتوطيد ولتعزيز دعائم الايمان الحقيقي المقدس الذي اعلنه وعلمه هؤلاء الاباء الملهمون من الله بالاستناد الى اساس الكتب الالهية ومن ثم فقد تعيّن ان يتلى في هذا اليوم المقدس الفصل الانجيلي الشريف الذي يتضمن صلاة وطلبات سيدنا وربنا والهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الى الاله الاب.
وقد عرف العالم ان الاب قد استجاب لهذه الطلباتلانه بعد سيرة الرسل القديسين الاطهار وخطتهم قد راى اولا نموذج هؤلاء الاباء الالهيين الذين هم ايضا صاروا تلاميذ ليسوع المسيح فحفظوا كلام الله واقتبلوا اقواله الالهية فعرفوا وآمنوا بان الابن وُلد من الاب وارسل الى العالم.
وهم الذين بعد الرسل قد كرزوا بقلب واحد وبراي واحد متفق بان يسوع المسيح هو ابن الله بالطبيعة. وباجماع الاراء علمونا سر حسن العبادة العظيم.
هذا وان صلاة يسوع المسيح مفعمة بالتكلم باللاهوت ومن ثمّ فهي قانون وقاعدة للصلاة الحقيقية حسنة القبول لدى الله.