هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير المزمورين 26 ، 27

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30450
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

تفسير المزمورين 26 ، 27 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير المزمورين 26 ، 27   تفسير المزمورين 26 ، 27 I_icon_minitimeالإثنين 26 مايو - 18:59:44

المزمور السادس والعشرون

السلوك بالأستقامة

هذا المزمور كمزمور البراءة وكمرثاة شخصية لمن اتهم ظلما بجريمة خطيرة يمكن أن يرتبط بالمزمورين 7 ، 17 .

يعتقد البعض أن هذا المزمور قيل أثناء ثورة أبشالوم ضد أبيه داود أو اضطهاد شاول له ، بسبب وشايات أناس السوء ( مجمع الأشرار ) والمنافقين ( الماكرين ) ففى هاتين المناسبتين صور الأعداء داود كإنسان شرير جدا ، واتهموه زورا بعدة جرائم ، أهمها :

1 – خيانة وطنه وأمته ، إذ اضطر إلى الهروب إلى أمم أخرى .

2 – استخفافه بالعبادة الجماعية والتمتع بالسكنى فى بيت الرب ... لأنه هرب من وسط الشعب .

3 - اشتراكه مع الوثنيين فى عبادتهم الوثنية وممارستهم الخاطئة .

4 – يظن البعض أن داود اتهم بتدبير مقتل ايشبوشث بن شاول بيد بعنة وركاب ( 2 صم 4 : 5 – 12 ) ، لذلك وجه هذا النداء للسماء يعلن تبرئته عن هذه الجريمة .
مزمور مسيانى



يرمز داود النبى فى هذا المزمور إلى ملكنا يسوع المسيح الذى صار عارا للبشر .

" احكم لى يارب فإنى بدعتى سلكت ، وعلى الرب توكلت فلا أضعف " [ 1 ] .

لم يكن أمام داود النبى – وقد وجه إليه الأعداء اتهامات باطلة تمس إيمانه وحياته وتعثر شعبه فيه – إلا أن يستغيث أمام محكمة العدل الإلهى ، حيث يقوم بالفصل فى الأمور الله نفسه فاحص القلوب والعالم بكل الظروف الخفية والظاهرة ، وها هو يقدم ضميره شاهدا على نقاوة قلبه وإخلاصه .

" ابلنى ( افحصنى ) يارب وجربنى ، إحم قلبى وكليتى " [ 2 ] .

جاءت الكلمة المرادفة للفحص هنا بما يخص امتحان المعادن وفحصها بالنار ( مز 12 : 6 ؛ 17 : 3 ) ؛ فقد اشتاق المرتل أن يمتحنه الله مرة ومرات ، إذ يعلم براءته فيما نسب إليه باطلا ، طالبا من الله أن يثبت ذلك بنفسه ويعلنه ، فإن الفحص الإلهى إنما يزيده تزكية وبهاء ومجدا .

فى الوقت الذى فيه يعلن المرتل ببرائته التى بلا شك هى ثمرة عمل الله فى حياته نجده يطلب رحمة الله التى لا تفارق عينيه .

" لن رحمتك أمام عينى هى ، وقد أرضيتك بحقك " [ 3 ] .

يتذكر داود النبى مراحم الله فى الماضى ، وهو يعول عليها فى حاضره وأفكاره الحالية ، ويترجاها فى أيامه القادمة .

تقواه ( أو براءته ) تقوم على أساس الآراء الصحيحة الخاصة بسمات الله وعنايته الإلهية نحو شعبه بوجه عام ونحو داود بوجه خاص ، ومن ثم كان الفيض المبهج للتقوى والرحمة والرأفة المملوءة حبا ، لهذا كان داود فى كل أفكاره يركز على هذا الجانب من شخصية الله .

بقوله " أرضيتك ( ابتهج ) بحقك " ربما يشير داود إلى اتهامه بعبادة الأوثان ، فيعلن أنه وإن كان قد اضطر إلى الهروب من وسط شعبه إلى شعب وثنى لكنه لم يحد قط عن الحق الإلهى إلى زيف الأوثان ، علاوة على أنه يبتهج من أعماق قلبه بالله الحقيقى .

" يارب أحببت جمال بيتك ، وموضع مسكن مجدك " [ 8 ]

يقصد داود النبى بالبيت هنا الخيمة ، لأن الهيكل لم يكن قد بنى بعد . وكأن داود الطريد يشتهى ألا يحرم من الخيمة المقدسة وتابوت العهد رمز الحضرة الإلهية .

+ يتجلى جمال بيت الله فى الذين كللوا بجمال القداسة داخل الكنيسة .

+ + +

المزمور السابع والعشرون

الثقة فى الرب

يرتبط هذا المزمور باضطهاد شاول لداود ، أو بالفترة التى هرب فيها داود من وجه ابنه أبشالوم ، أو تلك التى كان يصارع فيها مع الفلسطينيين ، حينما تورط كثيرا بين أعدائه وكان على وشك أن يقتل على يد عملاق لو لم يتقدم أبيشاى فى اللحظة الحاسمة لينقذه .
العنوان



" لداود ، قبل أن يمسح "

مسح داود ثلاث مرات [ 1 صم 16 : 13 ؛ 2 صم 2 : 4 ، 5 : 3 ] .

فى هذا كان داود رمزا لأبن داود ، المسيا المخلص .

1 – منذ الأزل مسح الكلمة مخلصا وفاديا للبشر ، قبل خلقتنا وسقوطنا .

2 – جاء ليملك على شعبه الذين هم خاصته .

3 – أعلن ملكوته فى كنيسته الممتدة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها .



" الرب نورى ومخلصى ممن أخاف ؟! الرب عاضد حياتى ممن أجزع ؟! " [ 1 ] .

لا يستطيع أحد أن ينطق بهذه الكلمات إلا من كف عن اتكاله على أصدقائه من بنى البشر ، علاوة على توقفه عن اعتماده على ذاته ، يقابل هذا اتكاله الكامل وثقته المتناهية فى الله دون شروط ، فى تسليم كامل تحت كل الظروف . هذا الأستقلال عن كل ما هو بشرى يجعل الإنسان متحررا من أى خوف . غير أن هذه الثقة لا توهب إلا لمن يرى فى الله كل شىء ، يجد فيه غايته القصوى فى ظروف حياته العملية الواقعية .

النور رمز طبيعى لكل ما هو إيجابى ، من الحق والصلاح إلى الفرح والبهجة ( مز 43 : 3 ؛ إش 5 : 20 ؛ مز 97 : 11 ؛ 36 : 9 ) . إذ نتمتع بالله نورا لنا لا حاجة أن نخشى أحدا أو شيئا ما ، فالنور يبدد الظلمة : " إن كان الله معنا ، فمن علينا ؟! " رو 8 : 31 .

يقول القديس أغسطينوس :

+ إنه ينيرنى ، فتبددى أيتها الظلمة ! إنه يخلصنى ، فوداعا يا كل الضعف !

+ إلهى ... أنت حياتى ، أنت خالقى ، أنت نورى ، أنت مرشدى ، أنت حصنى ووجودى ... ارحمنى وأقمنى ...

يا الله إلهى ... أنت نسمات حياتى ، أنت صلاحى ، قوتى ، عزائى فى يوم الضيق .

+ أيها الكلمة ... ليتنى التصق بك ، ففيك يكون حفظى ...

أنت خلقتنى ، فلتتكرم وتعيد خلقتى ..

أنا أخطأت ، فلتفتقدنى ،

أنا سقطت ، فلتقيمنى ،

أنا صرت جاهلا ، فلتحكمنى ،

أنا فقدت البصر ، فلتعد لى النور !

" عندما يقترب منى الأشرار ليأكلوا لحمى ، الذين يضايقوننى وأعدائى هم ضعفوا وسقطوا ، وإن يحاربنى عسكر فلن يخاف قلبى ، وإن قام على قتال فبهذا أنا أرجو " [ 2 ، 3 ] .

ليأكل الأشرار لحمى ... فإن المسيح الساكن فى قادر أن يحول حياتهم الشريرة إلى حياة مقدسة ... يعرف كيف يصيرنى إناء يحمل آلاما من أجل المسيح .

لقد كان شاول الطرسوسى مضطهدا للكنيسة يأكل لحوم أبنائها ، لكنه أخيرا تحول إلى بولس الرسول الذى قيل عنه : " لأنى سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى " أع 9 : 16 . أكل الوثنيون لحم القديس مرقس بالأسكندرية حتى سال دمه فى شوارعها ، فتحولت الأسكندرية إلى مدينة مقدسة تضم كنيسة المسيح الحية .

إذ تكدست الجيوش حول داود وجد فى الله وحده الملجأ الأمين ... وعوض التفكير فى مقاومة الأعداء انسحب قلبه إلى بيت الرب ، إلى كنيسة المسيح التى يقيمها روح الله داخله ، وإلى العبادة الجماعية المقدسة ، حيث يتمتع بعذوبة سكنى الرب فى القلب كما فى وسط الجماعة . هذا ما عبر عنه المرتل بقوله :

" واحدة سألت من الرب ، وإياها ألتمس : أن أسكن فى بيت الرب سائر أيام حياتى .

لكى أنظر نعيم الرب ، وأتعاهد هيكله المقدس . لأنه اخفانى فى خيمته فى يوم مضراتى :

سترنى فى ستر مظلته . وعلى صخرة رفعنى ، والآن هوذا قد شرف رأسى على أعدائى .

طفت وذبحت فى مظلته ذبيحة التسبيح ، أسبح وأرتل للرب " [ 4 – 6 ]
ماذا أعلن النبى وسط آلامه ؟



أ – عدم انحرافه عن هدفه : بناء بيت للرب ليسكن هو أيضا مع الرب .

ب – تأمله وبهجته فى الرب ، الحال فى هيكله المقدس .

جـ - حمايته فى خيمة الرب ، واختفاءه فى ستر مظلته .

د – ارتفاعه على الصخرة .

هـ - غلبته على أعدائه .

و – تقديم ذبائح الهتاف والتسبيح .

يلاحظ أن المرتل يدعو الكنيسة هنا بأسماء وألقاب متعددة ، كل لقب له هدفه :

1 – بيت الرب : يشير إلى سكنى الله وسط شعبه ، وسكنى المؤمن مع الله .

2 – هيكله المقدس : يشير إلى القداسة كجمال القدوس ، بها ننعم برؤية الله ، والنظر إلى نعيمه .

3 – خيمته : يشاركنا تغربنا فى العالم ، له خيمته ، حيث يقيم معنا ، ويرحل معنا ، حتى يحملنا إلى سمواته ... كان مجد الرب يحل فى الخيمة المقدسة !

4 – مظلته : يستر علينا من حر التجارب .

5 – صخرة : يرفعنا فيه فلا تتسلل الحية إلينا ، حيث لا تستطيع الزحف على الصخرة الملساء .

" لكى أنظر نعيم الرب ، واتعاهد هيكله المقدس " [ 4 ]

الله القدوس يسكن فى هيكله المقدس ، يفيض على كنيسته بالحياة المقدسة ، لينعم المؤمن بالقداسة التى بدونها لا يقدر أحد أن يعاين الله .

النفس التى تتقدس للرب تحسب هيكلا له ، عذراء عفيفة للمسيح . وكما يقول القديس جيروم : [ طوبى للنفس ، طوبى للعذراء التى لا يوجد فى قلبها موضع للحب سوى حب المسيح ، لأنه فى ذاته هو الحكمة والطهارة والصبر والعدل وكل فضيلة أخرى ] .

" .... سترنى فى ستر مظلته "

مظلة المسيح التى يختبىء فيها هى جسده القائم من الأموات ، الذى فيه أحتمى من طبيعتى الفاسدة بالسكنى فيه . مكتوب : " فى ذلك اليوم أقيم مظلة داود الساقطة " عا 9 : 11 .

ما هى الصخرة التى يرفعنى عليها الرب إلا الإيمان الحى به ، الذى هو أساس الكنيسة ، وعليه تبنى النفوس المقدسة كهيكل مقدس للرب لا تقدر العواصف أن تهز أساساته !

" استمع يارب صوتى الذى به دعوتك ، ارحمنى واستجب لى .

فإن لك قال قلبى : طلبت وجهك ، ولوجهك يارب ألتمس ، لا تصرف وجهك عنى ، ولا تمل بالرجز على عبدك " [ 7 – 9 ] .

أحاط بالمرتل أعداؤه فصار يصلى طالبا العون من الله نوره ، لكنه إذ يعاين النور الإلهى ينسى أعداءه ، سائلا الله أن يشرق عليه ، فينعم بوجه الله .

إننا نصرخ مع المرتل ألا يعود فيذكر خطايانا بل يذكر نفوسنا الخاطئة لتتقبل بالتوبة رحمته ، وألا يحجب وجهه عنا بل عن خطايانا فنرجع إليه ، نراه ويرانا ! لذا يكمل المرتل صلاته ، قائلا : " لا ترفضنى يا الله مخلصى " [ 9 ] .

" فإن أبى وأمى قد تركانى ، وأما الرب فقبلنى " [ 10 ]

من الصعب أن نتصور ترك الأب والأم لطفلهما ، لكنه حتى إن ضاقت بهم الظروف وتخليا عنه ، يوجد الآب السماوى الذى يضمه إليه ويرفعه فوق الأعداء ، ويدخل به إلى الأحضان الأبدية .

" اهدنى فى سبيل مستقيم من أجل أعدائى ، لأنه قد قام على شهود ظلمة ، كذب الظلم لذاته ، وأنا أؤمن إنى أعاين خيرات الرب فى أرض الأحياء " [ 11 – 13 ]

يتقدم السيد المسيح كمرشد وطريق فى نفس الوقت ، يسند المؤمن ليجتاز الطريق الملوكى الضيق ، طريق الصليب ، بلا توقف ولا تراجع .
ما هى أرض الأحياء ؟



يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص :

[ لست أظن أن النبى يدعو هذه الأرض أرض الأحياء ، إذ سرى أنها لا تعطى إلا الأمور الزائلة ، وينحل فيها كل ما يصدر عنها . لكنه عنى بأرض الأحياء تلك التى لا يقترب منها موت ولا يطأها سبيل الخطاة ولا موطىء للشر فيها ] .

" اصطبر للرب ، تقو ، وليتشدد قلبك ، وانتظر الرب " [ 14 ]

إذ يعلمنا المرتل حياة الصلاة مع التوبة لننعم بالغلبة على الأعداء والتمتع بجمال هيكل الرب ورؤية وجه الرب نفسه ، يعود فيؤكد الحاجة إلى الثقة فى الله ، فنصطبر للرب ونترقب عمله فينا ، ننتظره بإيمان بقوة اليقين ، متأكدين من أبوته الحانية الواهبة كل بركة سماوية .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
$AKEEL$
مشرف مراقب
$AKEEL$


ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
Localisation : بغديدا الحبيبة
السٌّمعَة : 1
النقاط التي حصلت عليها : 30801
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

تفسير المزمورين 26 ، 27 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير المزمورين 26 ، 27   تفسير المزمورين 26 ، 27 I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مايو - 6:09:21

شكرا وعاشت ايدك عالشرح الرائع
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
تفسير المزمورين 26 ، 27
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير المزمورين 14 ، 15
» تفسير المزمورين 16 ، 17
» تفسير المزامير 11 ، 12 ، 13
» تفسير المزامير 24 ، 25
» تفسير مزمور 28

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: