هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير مزمور 28

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30450
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

تفسير مزمور 28 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير مزمور 28   تفسير مزمور 28 I_icon_minitimeالإثنين 26 مايو - 19:02:26

المزمور الثامن والعشرون

مسيحنا فى الجب
مزمور مسيانى



حينما عانى النبى داود من الألم ، وشعر أنه منحدر إلى الحفرة ( الجب ) ، رأى بروح النبوة السيد المسيح ، مخلصنا ، داخلا إلى الجحيم ليحطم أبوابه ، ويفتدى منه مؤمنى العهد القديم الذين رقدوا على الرجاء .

تحوى هذه المرثاة صرخة صادرة من عمق الضغطة ، تعكس خطرا هائلا يلحق بداود يقترب به من الموت ، وهى تمثل صلاة من أجل دينونة الأعداء ، وتسبيحا من أجل الخلاص المرتقب ، وشفاعة من أجل جميع شعب الله .

يمثل هذا المزمور إيفاء بنذر داود الذى حولت كثرة أحزانه إلى " مرتل إسرائيل الحلو " فى وسط الألم ينذر أن يقدم تسبحة مفرحة للرب كذبيحة تسبيح ، ويفى بالنذر قبلما تتحقق استجابة صلواته .

ضيقات داود حولته إلى مرتل عذب ، يعرف – بروح الثقة – أن يلجأ إلى الله بصرخات قلبية فعالة ومقبولة ، يكره الشر ويخشاه ، يتسع قلبه لإدراك خلاص الله له ولكل شعبه .

" إليك يارب صرخت ، إلهى لا تصمت عنى ، لئلا تسكت عنى ، فأشابه الهابطين فى الجب " [ 1 ] .


ما معنى صمت الله ؟



1 – هذا يعنى أن الله لا يعود يصمت ، وإنما يتكلم لأجل فرح عبده ، ولإرباك الأعداء الأشرار . إنها صلاة للأستماع ، أى كى يستمع الله لنا ويستجيب !

2 – كما تعنى أيضا أنه بصمت الله نفتقد كلمته ، حياتنا ، الذى خلق المسكونة كلها لأجلنا ، وخلصنا بصليبه .

3 – الله لا ينفصل قط عن كلمته ، أما بالنسبة لغير المؤمن فيسوع ليس بكلمة الله ... وكأنه بعدم إيمانه يحرم نفسه من الصوت الإلهى ويحسب الله بالنسبة له صامتا !

4 – الله – فى حبه – دائم الحديث مع الإنسان محبوبه ، فالإنسان الروحى يسمع الصوت ويستجيب ، أما الجسدانى فيظنه صامتا . لقد تحدث الله ، فسمعه الطفل صموئيل ، أما عالى معلمه ، الكاهن المختبر فلم يستطع أن يسمعه . المؤمن صاحب الأذنين المختونتين يسمع كلمة الله موجهة إليه شخصيا طول النهار ، أما الآخرون فيحسبون الله صامتا لا يستجيب لصلاتهم ولا لتضرعاتهم .

5 – يرى القديس أغسطينوس فى كلمات المرتل أنها كلمات السيد المسيح حينما سمر على الصليب ، إذ ظن غير المؤمنين أن الله قد تركه وأنه ينحدر فى الجب أبديا .

6 – إذ كان المرتل يصلى لأجل تقدمه الروحى وبنيان مملكة الله داخل نفسه ، آمن بأنه ما لم ينل استجابة لصلاته يحسب ميتا ، منحدرا فى أعماق الجحيم ( الحفرة ) . لقد وثق فى قوة الله القاهرة للموت .

فى اختصار عندما يبدو كأن الله قد سد أذنيه عن أن يسمع لنا ، أو صمت ولم يستجب لصلواتنا ، يلزمنا ألا نكف عن المثابرة فى الصلاة حتى ننعم بحقنا فى الأستجابة ، أى حق إصعادنا كما من الجحيم للتمتع بقوة الحياة المقامة . صمت الله هو موت لنا ، وحديثه معنا هو متعة بالحياة الجديدة المقامة فى كلمة الله القائم من الأموات !

" استمع يارب صوت تضرعى ، إذ ابتهل إليك ، وإذ أرفع يدى إلى هيكل قدسك " [ 2 ]

المرتل الذى يبتهل إلى الله طالبا منه أن يتحدث معه شخصيا ولا يسكت عنه ، يجد خلاصه فى الله الساكن وسط شعبه ، لهذا يرفع يديه نحو هيكل الله المقدس .

حقا لم يكن الهيكل قد بنى بعد ! لكنه كان يعنى بهيكل قدسه التابوت وكرسى الرحمة كعرش الله حيث كان يسكن بين الكاروبين ، ومن هناك اعتاد الله أن يخاطب شعبه .

جاء فى خر 25 : 22 : " وأنا اجتمع بك هناك ، واتكلم معك من على الغطاء ، من بين الكاروبين اللذين على تابوت الشهادة " ، يشير كرسى الرحمة إلى السيد المسيح ، كلمة الله ، الذى يعلن عن الآب ، والكفارة ( يو 1 : 1 ؛ 14 : 9 ؛ رو 3 : 25 ؛ يو 2 : 2 ) . الآن كما فى الصلاة هكذا بالإيمان نتطلع إلى السيد المسيح ، هكذا كان أتقياء العهد القديم يتطلعون بعيونهم الطبيعية نحو كرسى الرحمة .

" لا تجذب نفسى مع الخطاة ، ولا تهلكنى مع فاعلى الإثم ، المتكلمين بالسلام مع أصحابهم ، والشرور فى قلوبهم " [ 3 ]

يطلب المرتل من الله ألا يحصيه مع الأشرار الذئاب والحيات المخادعين ، المنافقين ، المحتالين والمرائين . فإن الله بكونه الراعى الصالح الحقيقى يعرف أن المرتل هو حمل وليس ذئبا فى ثوب حمل .

المرتل الحقيقى لهذا المزمور هو ربنا يسوع المسيح الذى أحصى مع الأثمة ( إش 53 : 12 ) ، وقد حمل خطايا العالم كله ( 1 يو 2 : 2 ) ، ودخل بسببنا إلى الجحيم ، لكن نصيبه ليس مع الأشرار ، لأنه لم يصنع شرا ولا وجد فى فمه إثم . نزل مع الأشرار لكى يفصل المؤمنين الحقيقيين عن الأشرار غير المؤمنين ، فيحمل مؤمنيه كغنائم على كتفيه ، ويصعد بهم من الجحيم إلى حضن الآب يشاركونه أمجاده الأبدية .

إن كان مسيحنا حل بين الخطاة ، ولم يشاركهم شرهم ، بل قدم حياته مبذولة لكى يحملهم من الشر إلى الحياة المقدسة ، هكذا يليق بنا نحن أعضاء جسده ألا نحتقر الخطاة بل الخطية ، نعتزل الشر ذاته ، فنعيش فى العالم ولكن كمن فى السماء يحملنا روح الله القدوس إلى هيكله مقدسا حياتنا ، حتى لا يكون مصيرنا مع الأشرار .



" إعطهم كحسب أعمالهم ، ومثل خبث صنائعهم ، واعطهم نظير أعمال أيديهم ، جازهم كأفعالهم " [ 4 ] .

ليست هذه لغة انتقام وألم ، ولا هى باللغة التى تتعارض مع الصلاة من أجل أعدائنا ، وإنما هى نبوة خاصة عن هلاك المهلكين . يعرف المرتل أن البشر يحصدون حتما ما يزرعونه وليس شيئا آخر .

" .... مبارك الرب الإله ، لأنه سمع صوت تضرعى " [ 6 ]

إذ قدم داود النبى صلاة قلبية روحية أدرك أن الخلاص أو ما هو أعظم ( الخلاص الأبدى ) ليس ببعيد عنه . لقد اقتنع أن الرب سمع له ولم يسكت عنه ، لذلك صاغ تسبحة شكر لله . فبإيمان صلى [ 1 – 2 ] ، وبذات الإيمان يقدم شكرا ، لأن من يصلى بإيمان يفرح فى الرجاء .

" بإرادتى أعترف له ، الرب عز لشعبه ، وهو موآزر خلاص مسيحه . خلص شعبك ، وبارك ميراثك . أرعهم وارفعهم ( أحملهم ) إلى الأبد " [ 8 – 9 ] .

إنه تشفع وحب .

يعمم المرتل خبرته ، مطبقا إياها على شعب الله الذى يحميه يهوه . إنه يعتقد أيضا بأن ما هو لنفع الملك بالتأكيد يمس الشعب كله . بالتأكيد ما هو لنفع عضو أو لخسارته له فاعليته على الجسد كله .

يقول داود " شعبك " ، ناسبا إياهم لله وليس لنفسه . إنهم نصيب الرب ، والرب قوتهم وخلاصهم .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
$AKEEL$
مشرف مراقب
$AKEEL$


ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
Localisation : بغديدا الحبيبة
السٌّمعَة : 1
النقاط التي حصلت عليها : 30801
تاريخ التسجيل : 03/01/2008

تفسير مزمور 28 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير مزمور 28   تفسير مزمور 28 I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مايو - 6:11:46

.... مبارك الرب الإله ، لأنه سمع صوت تضرعى " [ 6 ]
شكرا بارك الله بيك

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
تفسير مزمور 28
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير مزمور 29
» تفسير المزمورين 26 ، 27
» تفسير المزمورين 14 ، 15
» تفسير المزامير 11 ، 12 ، 13
» تفسير المزمورين 16 ، 17

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: