هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصليب قبل المسيح وبعده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عماد نعوم
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 117
العمر : 52
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 30435
تاريخ التسجيل : 20/09/2007

الصليب قبل المسيح وبعده Empty
مُساهمةموضوع: الصليب قبل المسيح وبعده   الصليب قبل المسيح وبعده I_icon_minitimeالثلاثاء 2 أكتوبر - 21:33:07

يقول الفيلسوف والكاتب المسرحي الروماني سينيكا والذي عاصر الفترة التي عاشها السيد المسيح على الأرض في إحدى كتاباته ( إنه من الأفضل للشخص المحكوم عليه بالإعدام على الصليب أن ينتحر إذا حانت له الفرصة قبل أن يواجه الصليب ) .
قد لانفهم نحن الذين نعيش في الوقت الحاضر المعنى الشامل والكلي لهذه المقولة من حيث أننا لم نشاهد بصورة فعلية شخصاّ يصلب أمامنا كما كان الناس يشاهدون في وقت الفيلسوف سينكا .. أشخاصاَ يصلبون بين الحين والاّخر .. حيث أن ما جعل سينكا يقول ما قاله ..هو مشاهدة الاّلام والعذاب الذي يعانيه المصلوب والتي لا تقارن بأية اّلام أخرى ناتجة عن طريقة إعدام أخرى .. فقد قام بعض الأطباء في الوقت الحاضر بدراسة عملية الصلب وملاحظة الاّلام التي يتعرض لها الشخص المصلوب و الأسباب التي تقود إلى موته في النهاية . وقد استنتج الكثير منهم بأن الاّلام الناتجة عن دق المسامير في اليدين والرجلين هي ليست الاّلام الوحيدة التي يعانيها المصلوب والمؤدية إلى حالة وفاته بل إن الشخص المصلوب يموت نتيجة الاختناق ..حيث أنه عندما يعلق شخص من يديه حتى وإن لم يكن بواسطة المسامير ويترك لفترة من الوقت فإن عضلات الصدر سوف تعاني كما هائلاَ من الاعياء مما يؤدي إلى تخدرها وبالتالي صعوبة عملية التنفس وإن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا العذاب هو أن يضع الشخص المعلق قدمه على الأرض ليرفع نفسه قليلاَ لكي يرخي من الجهد الموضوع على الصدر حتى يستطيع أن يأخذ نفساَ من جديد .. لكن في حالة الشخص المصلوب فإن وضع الأقدام المسمرة على الخشب على الأرض هو حلم بعيد المنال فيبقى البديل الوحيد هو أن يضغط الشخص المصلوب على المسمار المثبت بقدمه ليرفع نفسه قليلاَ من أجل أخذ ذلك النفس الغالي . ولكن الضغط على مسمار مدقوق في الأعصاب وبين عظام القدم سيصاحبه ألم لا يمكن أن يوصف بالطبع والذي لن يخف إذا لم يرخ المصلوب قدمه من جديد فيعود مجدداَ إلى التعلق بيديه وإلى صعوبة التنفس ثانية هذا بالإضافة إلى الألم الناتج من المسمارين المثبتين في كلتا يديه ولهذا فإنه إذا أراد الجنود القائمون على تنفيذ عملية الإعدام أن يسرعوا من موت الشخص المصلوب فإن كل ما عليهم أن يفعلوه هو أن يكسروا قدميه حتى لا يمكنه أن يضغط عليهما وهذا بالضبط ما فعلوه مع اللصين اللذين صلبا مع السيد المسيح لكنهم لم يفعلوها معه لأنه مات قبلها فليس غريباَ بعد هذا الوصف أن الامبراطورية الرومانية لم تكن تسمح أن ينفذ حكم الإعدام صلباَ بالأشخاص الذين يحملون الجنسية الرومانية حيث أن هيبة المواطن الروماني لا يمكن أن تهان بهذه الصورة وإنما كانوا يعدمونهم بطريقة أخرى .. ولهذا السبب فإن القديس بطرس اليهودي من الجليل قد استشهد بالصلب بينما القديس بولس الطرسوسي قد استشهد بقطع الرأس بنفس السنة وفي نفس الاضطهاد الذي قاده الامبراطور نيرون ضد المسيحيين حسب التقليد الكنسي ولكن وبعد أن مات عليه المسيح فإن تلك الصورة البشعة السابقة للصليب قد تغيرت في عيون الناس كما يقول الأب بولس الياس اليسوعي في خلاصته للدين المسيحي ( ينظر المسيحي للصليب بعين الايمان فيرى ينابيع النعم تتدفق من جانبيه وتتأمله العذارى في الأديرة ودور الاحسان فينشقن منه الطهارة ويستقين منه روح البذل والعطاء في خدمة المتألم . يرنو إليه المريض فيستلهمه الصبر على معاناة الألم وإذا زفت ساعة الرحيل يطبع عليه قبلة مليئة من التأسف والندامة على خطاياه فيغمض معها عينيه ليفتحهما على فجر أبدي . يرفع إليه المجرم عينه فيرتد عن يأسه وقد عاوده الرجاء بحياة مستقيمة . يعود إليه العامل عند المساء فيلقي على أقدامه ثقل النهار وينهل منه قوة جديدة ليوم جديد . تختلس ربة البيت نطرة إليه في غمرة انشغالها المنزلي بتجدد عزمها على الاستمرار . يصطحبه المسافر معه في حله وترحاله فيبثه شكواه ويقاسمه همومه وأتعابه فتهون عليه الأثقال وتنقلب شكواه إلى ترنيمة عرفان عميق . فيستطيع كل مسيحي أن يقول مع العالم والفيلسوف باسكال : إني أحب الصليب بسبب المسيح المصلوب عليه , وأحب المسيح بسبب صليبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصليب قبل المسيح وبعده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: الروحانيات-
انتقل الى: