الصليب حقيقة تاريخية وجوهر ايما
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
مقدمة :
يعتبر الصليب المقدسة في المسيحية ابرز رمز وعلامة حقيقة لجوهر ايمان عميق ولا يوجد احد يختلف مع الآخر حول الصليب وما يحمله من معنى حقيقي حول الخلاص.
علامة الصليب :
ما قبل العهد(قبل المسيح) مع العهد وبعده(بالمسيح)
كان علامة ذل وعار صار علامة عز وافتخار
كان علامة عقاب وشر صار علامة مكافأة ونبع خير
كان يُنظر له كحمل ثقيل صار حمله خفيف ونيره هين
كان أدة عذاب مرة صار أداة عزاء حلوة
كان طريق خوف وقلق صار علامة تشجيع واستقرار
كان علامة موت وانكسار صار علامة حياة وانتصار
كان عند الهالكين جهالة صار للمؤمنين حكمة الله
كان علامة خزي وهوان صار علامة كرامة ومجد
كان علامة كُفر وتجديف صار علامة ايمان وتسبيح
ماذا نعني برسم علامة (إشارة) الصليب
سر الايمان المسيحي يكمن في رسم علامة الصليب الذي تحول مع حدث صلب رب اللمجد عليه يسوع المسيح الى نبع قداسة يتقدس منه كل مؤمن يقترب ويلامس خشبة الصليب بمهابة وخشوع واكرام لأنه ختم تقوى مقدس ومكمل للخيرات كافة الآتية من عند ابي المراحم الله الغافر لكل ضعف بشري مانحاً لكل انسان القوة والنعمة النابعة من آلام ابنه الوحيد يسوع المسيح الحاضر دائماً في حياة المؤمنين وحياة الكنيسة جسده السري. هذا الحضور اعطى للكنيسة علامة مميزة دائماً وهى عيش حياة النصرة والغلبة على والخطيئة والموت وكل افعال الشيطان ومؤامرة الناس الاشرار وقيام الاعداء الخفيين والظاهرين الذين نقهرهم دائماً برسم علامة الصليب الذي صار رهيبًا ومخيفًا للشياطين ولم يعد لهم ولجنودهم أية قوة ’فنحن ابناء الايمان والخلاص نلنا النعمة والخلاص وصار الصليب ملازماً لنا في تصرفاتنا وتحركاتنا اليومية في ذهابنا وإيابنا. "نقول باسم الآب والابن والروح القدس.في هذه الإشارة إيمان مطلق بالثالوث القدوس من جهة وبحقيقة تجسد وموته وقيامته المسيح من جهة اخرى.
الصليب حقيقة تاريخية:
تحتفل الكنيسة في العالم أجمع بهذا العيد وتسميه عيد ارتفاع الصليب في الرابع عشر من شهر ايلول (سبتمبر)،وبشكل خاص تحتفل الكنيسة القبطية به مرتين في السنة .
الأول 16 توت حسب شهور السنة القبطية الموافق 27 سبتمبر يستمر الاحتفال بهذا العيد ثلاثة أيام لأنه يجمع ثلاث حوادث مرتبطة مع بعضها: الأول في 16 توت ذكري تدشين كنيسة القيامة، والثاني في 17 توت ذكرى اكتشاف الصليب المقدس، والثالث في 18 توت ذكري ظهور الصليب المقدس في السماء للإمبراطور قسطنطين الكبير قبل البدء في الحرب ليشجعه.
ومن بعد حادثة صلب المسيح وموته أختفت اثار الصليب ولربما قام الرومان بوضعه في حفرة كبيرة أقيم عليها معبد للإله فينوس ومنع المسحيون في ذلك الوقت من الذهاب الى هذا المكان لزيارة الصليب المقدس وتكريمه واستمر هذا الوضع حتى سنة 326م عندما حضرت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الى أورشليم وبحثت عن خشبة الصليب المقدس ، وأمرت بإعادته وقاموا بالحفر فأكتشفوا ثلاثة صلبان وقد اقترح البطريرك انذاك يوضع جثمان احد المتوفين فأعيدت له الحياة عندما وضع على الخشبة الثالثة و،كذلك شفاء إحدى السيدات التى كانت تعاني من المرض،وفي تأكدت الاب البطريرك والملكة وكل الشعب من الخشبة المقدسة الي صُلب عليها المسيح فرفعوها بكل احترام واجلالٍ في مكانٍ عالٍ جداً ليتبارك منها جميع الزوار من جهة ومن جهة ثانية كانت هذه الخشبة المقدسة علامة فريدة ومميزة تظهر قدرة يسوع المسيح المائت والقائم من بين الاموات أنه رب الحياة ورب الشفاء وهو معين كل الملتجئين إليه بكل قلوبهم الى أبد الدهور.
الصليب جوهر إيمانُ :
يدعونا الربُّ في هذا العيد ، مجدَّداً لنحملَ صليبَنا ونتبَعَهُ بفرحٍ وتهليل وبصبر ورجاء وهذه الدعوة مقدمة لكل ابنائه المؤمنيين باسمه والموسمين بعلامة صليبه فالصليب عندَنا نحنُ هوَ حكمةُ الله. ورمزُ الحياةِ الجديدةِ، التي جاء بها السيد المسيح "أتيت لتكون لهم الحياة أوفر" ومن اجلنا صلي يسوع الى الأب قائلاً أحمدك يا أبي رب السماء وأسالك أن تحفظ من وهبتهم لي من الشر والشرير فنحنُ أبناءُ الحياةِ؛ ليكن صليبُ الربِّ علامةَ رجاءٍ لنا في عالمِ سيطَرَ عليهِ اليأسُ والإحباط والشك بسبب الانجراف وراء المذات والشهوات الرديئة وترك الله والابتعادِ عنه.
في صليبِ يسوعَ المسيح تحقَّقتَ "قوّةُ اللهِ" في منطقِ الخلاص. وصار الصليبُ باتَ الانتصارِ على الخطيئةِ والشرّ.لذا فمن الضروري أن يثموت المؤمن عن شهوات الجسد والخطيئة كي يثمر ثمار الاعمال الصالحة التي تليق به للوصول الى طريق البر والملكوت.
الصليب جوهر ايمان ولا يوجد اثنان يختلفان حول هذه الحقيقة فالجماعة المسيحية المنتشرة في كل الارض وإن اخلتفت في الطقوس والانظمة ولكنها تتفق تماماً حول جوهر وحقيقة صلب يسوع المسيح وأن هذه الحقيقة هي علامة خلاص وبها صار الرسل يكرزون ويبشرون محققين دعوة المسيح لهم أذهبوا الى جميع الامم وعلموهم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس وأنا باقٍ معكم الى منتهى ومن هنا من حادثة الصلب الى يوم الارسال تحول الصليب من أداة عذاب وموت واعدام ألى ادة حياة وقيامة ونمو لحياة المحبة في قلوب المؤمنين لعيش النصرة والافتخار ومحتملين الالام والمشقات بشكرٍ وفرح.