القديس مار أفرامولد في نصيبين، والداه كانا فلاحين، كان يحب القراءة وخاصة الإنجيل المقدس.
سبب تركه للعالم:
كان هناك رجل مسكين عنده عجلة، دخلت حقل أفرام فانزعج وتضايق من الرجل المسكين فانهال عليه أفرام بأنواع من الاهانات، ولكن بعد فترة اتهموه بسرقة الغنم فسجنوه وكان يقول: أنا بريء ، فسمع صوت يقول له يا أفرام إن كنت بريء من هذه، أفأنت بريء من كل شيء؟؟ فتذكر الرجل المسكين صاحب العجلة وبدأ يبكي قائلا" : يا رب إذا أخرجتني من السجن فسأعبدك وسأعيش لك وحدك فقط . وبالفعل، أبرأه القاضي وعندها ترك الدنيا وذهب إلى البرية ، فتتلمذ على يد رجل ناسك اسمه يوليانوس. فكان يصوم ويصلي ويقهر نفسه، وبعد فترة ذهب إلى القديس مار يعقوب أسقف نصيبين وتعلم منه الكثير.
وعندما بدأت الحرب على نصيبين من قبل الفرس بدأ مار أفرام ومار يعقوب يصليان، وفجأة شاهدوا قوة عجيبة تدحر هذه الجيوش الفارسية وانتهى كل شيء.
وذات يوم كان يمشي في الرها ويطلب من الرب الحكمة فرأى امرأة تنظر إليه فقال لها: لماذا تنظرين إلي؟ انظري إلى الأرض. فقالت له: أنت من يجب أن ينظر إلى الأرض لأنك من الأرض أخذت. وأنا أنظر إليك لأني منك أخذت. فكانت تلك الكلمات حكمة له، فبدأ يعلّم بنات الرها الترانيم ضد الهرطقات التي كانت تظهر مثل هرطقة ماني وبرديصان. وعندما أرادوا إقناعه بالكهنوت رفض،وقبل أن يكون شماسا" انجيليا" ولبس الاسكيم الرهباني على يد مار يعقوب أسقف نصيبين.
وأحب أن يزور القديس مار باسيليوس فذهب إليه ولما رآه بلباسه الفخم والمزيّن بالذهب لم يصدّق ولكنه فجأة رأى الروح القدس كألسنة ناريّة خارجة من فمه فشكر الرب وبعدها زار مصر وتقابل مع القديس الأنبا بيشوي.
أسس مار أفرام مدرسة الرها الشهيرة وكان يكتب الشعر والأناشيد والقصائد حتى بلغت 12 ألف قصيدة.
ولقب باسم قيثارة الروح القدس، ومن كثرة الأشعار والمواضيع التي كتبها يقال عنه: إن اختفى الإنجيل سنلاقيه في أشعار مار أفرام.
وكان هناك ناسك في البرية رأى رؤية أن ملاكين معهم ملف وكانا يقولان من سيقرأه؟ فقال الناسك: مار يوليانوس الناسك. فقالت الملائكة: لا، بل مار أفرام السرياني سيقرأه.
الله قد أعطاه الحكمة وكان لسانه كشهد العسل.
عندما شعر مار أفرام بدنو أجله أعطى تلاميذه الكثير من الوصايا ومنها:
- أن لا يضعوه تحت الهيكل.
- ألاّ تكون جنازته كبيرة.
- ألاّ يضعوا أطايب على جسده.
- أن يضعوه في مقبرة الغرباء.
- كما قال لتلاميذه: عندما كنت طفلا" شاهدت شجرة تخرج من فمي وأغصانها مثمرة ومليئة بعناقيد العنب.
الآن عرفت معناها فهي الأشعار والتعاليم التي أعطاها لي الرب. فحافظوا عليها .
رقد القديس سنة 379 . فدفن باحتفال بسيط في مقبرة الغرباء.
من أقوال القديس مار أفرام:
قال عن ولادة العذراء ثلاثة رموز: شجرة ، صخرة ، سمكة .
1. شجرة ولدت الكبش.
2. صخرة فجرت الماء.
3. سمكة أعطت أستارا".