"الموت و الحياة في يد اللسان و أحباؤه يأكلون ثمره " (أمثال 18 :21)
هل فكرت يوماً أن تحتفظ بجهاز تسجيل تسجل عليه كل الكلمات التي تتكلم بها لمدة يوم واحد. إذا فعلت هذا فأنت نفسك سوف تتعجب من نوعية الكلمات التي تخرج من فمك. و أيضا من كميتها أو عددها. قد تجد نفسك تبارك الله في الصباح و ما إن تغادر باب حجرتك، و مع أول موقف من أحد أفراد أسرتك تبدأ تتفوه بكلمات عكس كلمات البركة التي تحدثت بها من دقائق. يقول الرسول يعقوب " من الفم الواحد تخرج بركة و لعنة لا يصلح يا أخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا " (يعقوب 3 :10). كلماتنا يا أخي مسجلة في السماء، وهذا ما أكده الرب يسوع: " لكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس، سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين، لأنك بكلامك تتبرر و بكلامك تدان" (متى 12 :36 - 27). و ما هي الكلمة البطالة ؟ هي الكلمة التي لا تفيد السامعين. هل ندرك جدية الموقف ؟ هل ننتبه إلى كلماتنا؟ هل كلماتنا تبني من يسمعها؟ كما قرأنا سابقاً " الموت و الحياة في يد اللسان ". بمعنى أنني أستطيع أن أقدم للسامعين كلمات بها البنيان و الحياة أو الدمار والموت. لذا دعونا أن نقدم كلام الحياة والبركة للآخرين وهكذا نقتدي بشخص الرب يسوع. يذكر لنا الكتاب المقدس عن اعتراف بطرس الجميل عن كلام الرب يسوع : " يا رب إلى من نذهب و كلام الحياة الأبدية عندك " (يوحنا 6: 68). و في سفر الأمثال يقول الوحي الإلهي عن كلمة الرب: " لأنها هي حياة للذين يجدونها و دواء لكل الجسد " (أمثال 4 :22). و أيضاً " فم الصديق ينبوع حياة " (أمثال 10 :11). " لسان الحكماء شفاء "(أمثال 12: 18) ليتنا يا أحبائي ننتبه إلى حضور الله في حياتنا كل حين و ندرك أنه يسمعنا و نسأله أن ينزع عنا التواء الفم و نرفض أن تكون كلماتنا سبب عثرة أو سبب هلاك و موت لمن يسمعها. نرفض كلمات النميمة و الشر " لا يذم بعضكم بعضاً أيها الأخوة، الذي يذم أخاه و يدين أخاه يذم الناموس و يدين الناموس، فمن أنت يا من تدين غيرك " (يعقوب 4 :11 - 12). الله يسمعنا يا أخوتي و كل شيء مكشوف أمامه ، يقول داود النبي " لأنه ليس كلمة في لساني إلا و أنت يا رب عرفتها كلها " (مزمور 139: 4).نعم إن الرب يعرف كل شيء و يريد أن نستخدم ألسنتنا لكي نذهب و نكرز بكلمته، لتكون سبب فرح و حياة للآخرين. يوصينا الرب أن نعكف على التكلم برسالة الإنجيل والخبر السار بدل من الكلمات البطالة التي لا تليق. يعلمنا الوحي الإلهي أن كلمات التسبيح و الفرح الصادرة من القلب عندما تخرج من أصغر طفل من أولاد الله فإنها تقيّد إبليس، و تبطل عمله " من أفواه الأطفال و الرضع أسست حمداً لتسكيت عدو و منتقم"(مزمور2: 8 ) ليتنا ندرك أهمية هذا العضو الصغير الذي وضعه الله في أفواهنا. قال الرسول يعقوب. " هوذا نار قليلة أي وقود تحرق، فاللسان نار. عالم الإثم هكذا جُعل في أعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله و يضرم دائرة الكون و يضرم من جهنم. هو شر لا يضبط مملوسماً مميتاً، به نبارك الله الآب و به نلعن الناس الذين قد تكوَّنوا على شبه الله " (يعقوب 3: 5 – 6،9). دعونا نطلب من الله أن يلمس قلوبنا بدم الرب يسوع الطاهر و يضع فينا كلامه لأنه " من فضلة القلب يتكلم الفم" (متى12 :34). فإن لم نجد ما نتكلم به فلنصمت لأن الصمت أفضل من الكلمات التي بلا معنى و بلا هدف حتى لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة لكي يعطي نعمة للسامعين ... أعطنا أيها الرب ملء روحك القدوس ليفض في قلوبنا و يذكرنا بكل ما قلته لنا و يعطينا كلمات مناسبة و شافية للسامعين أعطنا كلمات حكمة و علم و امنحنا أن نتكلم بكلامك بكل مجاهرة. آمين.