حياة القديس مرقس الرسول.
ولد مرقس, رسول يسوع في ارض مصر من ابويين يهوديين الأصل أستوطنا بلدة تسمى أبريانولوس فى شمال أفريقيا تقع بين مصر وطرابلس , ومن المعروف أنه كانت توجد جاليات يهودية كبيرة فى مصر وفى ليبيا وكان والده يسمى أرسطو بولس , وكانت ليبيا بها قبائل من البدو دائمة السطو على مدن شمال أفريقيا فقد سطت على أبريانولوس وفقد أرسطو بولس ثروته كلها ونهبت أمواله وأمتعته فأصاب والى مرقص الفقر والعوز فأضطرا إلى الهجرة إلى اليهودية وسكنا بالقرب من أورشليم. ؟
وكان مرقس قريب لبطرس تلميذ يسوع وكان بطرس الرسول يدعوه دائما أبنه , وآمن مرقس بالمسيحية , وفى أحدى رحلاته مع والده الذى لم يؤمن بالمسيح بعد قابلهما اسد ولبؤة يزأران بصوت مخيف , فقال أبوه أنا رجل شيخ وأيامى فى الحياة قليلة دعنى أقدم نفسى عنك وأهرب انت , ولكن تقدم مرقس وصلى بأيمان لكى ينقذه السيد المسيح فأنطرح الأسدان على الأرض فآمن ابيه بالمسيحية ولهذا صور المصورون والفنانون صورة مار مرقس وبجانبة أسداً ورمز إلي مرقس وانجيلة برمز السد لأن أنجيلة كتب كأن يسوع ملك ومرسل امامه يوحنا المعمدان الصوت الصارخ فى البرية
وعندما أختار يسوع سبعين رسولاً ليرسلهم إلى العالم ليبشروا بملكوت السموات كان بينهم مرقس .. ومرقس له أسمان أسماً يهودياً هو يوحنا والأسم ألاخر مرقس وهو أسم يونانى .. ولهذا وصل إلى مصر ليبشر مصر برسالة الخلاص .
مار مرقس الرسول البطريرك الأول فى مصر[ 55م ـ 68م ]
1- مرقس الرسول هو بن أخـت برنـابا الرسول.
2- ويعتبر مرقس الرسول من السبعين رسولا.
3- فى بيت مرقس الرسول كان الفصح.
4- خرج مع بولـس وبرنـابا للتبشير ثم رجـع (أع13:13 )
5- في الرحـلة الثانية خرج مرقس الرسول مع برنابا إلى قبرص.
6- جاء إلى مصر سنة 55م وكرز فيها.
7- رسم مرقس الرسول إنيانوس أسقفا.
8 - استشهد سنة 68م.
كانت مدينة الأسكندرية مركز للعلم عندما بشرها مرقس الرسول فقد كانت بها مكتبتها الشهيرة فى العالم القديم وكانت بها اجناس عديدية من مصريين وأثيوبيين ونوبيين وأروام ورمانيين ويهود وكانت أكبر فئة أجنبية هم الفلاسفة وطلاب العلم من اليونان وكانت الأسكندرية مركزاً تجارياً هاماً على البحر الأبيض المتوسط وكانت تعتبر المدينة الكبرى الثانية بعد رومية فى الأهمية فى العالم القديم وكانت مركز لتصدير الحبوب والغلال للعالم القديم كله وكانت الأسكندرية بها خمسة أحياء منهم حيان لليهود .
وصل مرقص الرسول إلى مدينة الأسكندرية وكان صندلة قد تمزق من المسير فذهب إلى أسكافى يدعى أنيانوس فى سوق المدينة وفى أثناء إصلاحه الصندل دخل المخراز فى يده وأدمتها فصرخ قائلاً : " يا إلهى الحى " فقال له مرقص : " أتعرف من هو الإله الحى " فقال : " لا " وقال له مرقص : " أنا اعرفه " وصلى مرقص فشفيت جراح الأسكافى فى الحال فأصر أنيانوس أن يعرف المزيد عن هذا الإله الحى فأخذه إلى بيته وكان هو أول مصرى يؤمن بالمسيحية فى مصر وبعد وقت قصير أمتدت وأنتشرت المسيحية بين أهالى الأسكندرية
وفى سنة 64م أشتعلت النيران فى مدينة روما عاصمة الأمبراطورية الرومانية وظلت النيران مشتعلة تسعة أيام وألتهمت النيران ثلث المدينة وكان نيرون يريد أنشاء روما جديدة وعارضة اهلها وكان يوم حرق روما بعيدأعنها وأتهم نيرون المسيحيين بحرق روما وبدأ إضطهاده الشديد وعاش المسيحيين فى سراديب تحت الأرض وفى الكهوف .
وفى عام 61 كتب القديس مرقس الأنجيل المعروف بأسمه .. أنجيل مرقص .. وكتبه بمساعدة بطرس الرسول الذى كان فى مصر فى مدينة بابليون وكانا دائما يجلس مع بطرس الرسول ويبشران معاً وكانت علاقة مرقص الرسول مع التلاميذ الثنى عشر والرسل السبعين علاقة وطيدة وكان بيته وبيت ابيه بالقرب من اورشليم كانت مقراً للكثير من أعمال السيد المسيح ورسلة الكرام .. ومما يعرف أن مرقص الرسول كتب أنجيلة باللغتين اليونانية والقبطية .
ولما كانت مدينة ألأسكندرية مركز للعلم وأن الديانة المسيحية وافقت ميل المصريين وعلمهم وثقافتهم فأنتشرت فيها المسيحية بسرعة شديدة اذهلت المؤرخين الذين يكتبون تاريخ مصر وقامت مناظرات بين المسيحيين والوثنيين كانت تنتهى دائما لصالح القديس مرقص الرسول ورسم مرقص الرسول أنيانوس السكافى اسقفاً ومعه ثلاثة من القساوسة وسبعة من الشمامسة لرعاية المنضمين إلى المسيحية
وتوجه بعد ذلك إلى مدينة برقة الليبية وهى أحدى المدن الخمس فى شمال أفريقيا ليبشر بها ورسم اسقفاً هناك وبعض الكهنة .
ثم توجه إلى رومية للتبشير وأنضم إلى زميلة تيموثاوس ولم يترك رومية إلا بعد أستشهاد الرسولين بطرس وبولس .
وفى سنة 68 م عاد القديس مرقص إلى مدينة الأسكندرية مرة اخرى لرعاية شئونها وزيادة عدد المنضمين إلى الكنيسة وقد وجد كنيسة الأسكندرية فى إزدهار وقام المسيحيون ببناء كنيسة فى منطقة بوكاليا على شاطئ البحر فى شرق الأسكندرية وكانت هذه المنطقة مركز لتجميع المواشى التى تقدم كذبائح للأوثان وكانت أيضاً تقطع منها الأحجار التى تستعمل للبناء فى مدينة الأسكندرية .
وفى يوم 26 ابريل سنة 68 م كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح وفى نفس اليوم كان الوثنيون يحتفلون بعيد إلههم سيرابيس .. ووقف القديس مرقص فى العظة يدعوا المصريين إلى عبادة الخالق دون المخلوق الوثن الذى صنعة الأنسان ..
فتظاهر الوثنيون وقالوا ان : " مرقص يجدف على آلهتهم " فقبضوا عليه وربطوه بحبل فى خيل وأطلقوا الخيل تجرى فى شوارع المدينة فتمزق جسمه وتهرأ جسمه وتهشمت عظامة وقطعوا راسه ووضعوا حطباً ووضعوا عليه جثمانه وأوقدوا النار ولكن السماء أمطرت مطراً غزيراً فذهب كل واحد إلى بيته وأطفات النيران المشتعلة وجاء المسيحيين وأخذوا جسده وتحتفل الكنيسة بيوم استشهاده فى 27 أبريل من كل سنة وقد قتل فى 27 أبريل سنة 68 م ودفن المسيحيون جسده فى كنيسة بوكاليا فى الصورة المقابلة إحدى المغارات فى الأسكندرية التى كانت كنائس يصلى فيها الأقباط فى ايام الأضطهاد الرومانى وهى الآن تابعة لهيئة ألآثار المصرية فهل هذه المنطقة هى منظقة بوكاليا ؟
وتوجد كثير من الكهوف فى جميع جبال مصر سكنها المسيحيين الأقباط وأستعملت هذه الكهوف ككنائس فى أيام الإضطهاد فى جميع العصور بما فيها عصر الإحتلال الإسلامى .
وقد بنى عليها كنيسة باسم القديس مرقس الرسول وكانت ضخمة ولها مناره عالية أمر الملك الكامل من أسرة الأيوبين المسلمين بهدمها التى حكمت مصر فى اول أبيب سنة 935 ش بحجة أن بها منارة عالية سيتحصن بها الفرنجة إذا هاجموا ثغر السكندرية وتركوا جزء منها وفى الجمعة التالية خرج المسلمين بالأسكندرية بعد صلاة الجمعة بتحريض أئمة المساجد فيها وهدموا الجزء المتبقى منها .... ردود