النزهة – قصة قصيرة
الحمد الله حان الآن الساعة الثالثة صباحا وقد انتهى وقت دوامنا المتعب .
يخرج صديقي " سامي " من قاعة المحاضرات و أنا اليوم قد خططت بأن أخذه معي بنزهة إلى الحديقة العامة و هذه سوف تكون مفاجأة جميلة بالنسبة له .
أتقدم نحو صديقي و الابتسامة على وجهي و أرحب به قائلا : مرحبا يا صديقي العزيز .
فيرد و هو يشعر بالفرح : صديقي الغالي كم أنا ممتن لك .
فأرد عليه قائلا : لا حاجة لكي تكون ممتن لي فأنا لم أفعل أي شيء و لكن تعال معي الآن و لا تضيع المفاجأة التي أعددتها .
يسير صديقي خلفي و شعوره بالفرح قد ازداد عدة أضعاف .
نصل إلى الحديقة العامة فهي قريبة للغاية من الجامعة .
ينظر صديقي بتمعن إلى الحديقة العامة و علامات الفرح التي كانت مرسومة على وجهه تختفي بالتدريج .
شعرت بالاستغراب فلقد كان صديقي يشعر بالفرح منذ عدة دقائق فقط .
دعوة صديقي للدخول إلى الحديقة قائلا : هيا يا صديقي لندخل إلى هذه الحديقة الجميلة .
يرد صديقي قائلا على كلامي : شكرا لك لأنك تريدني أن أتنزه معك و لكن أرجوك أعذرني فأنا لا أريد الدخول للحديقة .
صعقت من كلام صديقي و لكنني أرفض أن أتنزل عن مفاجأتي فقالت له : أرجوك أدخل إلى الحديقة من أجلي أنا .
يحرك صديقي رأسه كعلامة الموافقة و أمسكت بيده و أدخله إلى الحديقة و شعرت حينها كأنني أمسك بيد طفل صغير و أدخله إلى الحديقة كأول مرة .
كانت خطوات صديقي ثقيلة للغاية و يتلفت و ينظر بتمعن إلى كل ما يحيط بنا و فجأة تقدم نحونا بائع الحلويات و كان رجل مسن للغاية و نظر إلى وجه صديقي و قال له : أستاذ مدة طويلة لم تأتي بها إلى الحديقة .
لم يرد صديقي بأي كلمة على بائع حلويات و ابتعدنا عنه.
قاربنا للوصول إلى بوابة الخروج و التفت إلى صديقي و توقفت في مكاني و قالت له : ما بك يا صديقي فكل من في الحديقة فرح و مسرور ما عداك أنت و حتى بائع الحلويات تحدث معك و أنت لم ترد عليه ..؟؟
نظر صديقي إلي و الحزن يغمره و قال : أنه موضوع قديم حاولت نسيانه و لكنك فتحت بوجهي باب الذكريات .
فقالت له و أنا متعجب من كلامه فأنا أعرف صديقي منذ عام و نصف و قد تحدث لي عن معظم تفاصيل حياته : قل يا صديقي ما في داخلك فقد يكون البوح به يريحك.
فرد صديقي قائلا : قبل أن التحق بالجامعة كنت متزوج من إنسانة لا يوجد مثيل برقتها و لكن للأسف الشديد السعادة لا تدوم إلى الأبد .
فقالت له : و ما الذي حدث ...؟؟
فرد صديقي و الدموع تنهمر من عينيه : لقد ماتت فلقد كانت مصابة بمرض السرطان و في هذه الحديقة تعرفت عليها و لقاءاتنا كانت تتم هنا و بشكل يومي .
شعرت بالحزن و بالخطأ الذي اقترفته بنفس الوقت .
أخرجت المنديل من جيبي و أعطيته إلى صديقي لكي يمسح دموعه و قالت له : يا صديقي لا تحزن ولا تبكي فزوجتك روحها معك أينما تذهب .
فرد صديقي قائلا : نعم لقد صدقت فالهواء الذي يلامس وجهي و ينثر دموعي كأنه يديها التي تمسح دموعي