هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 29530
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة Empty
مُساهمةموضوع: مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة   مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة I_icon_minitimeالأحد 27 أبريل - 9:11:24

مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة





مريم المجدلية تتحدث عن نفسها :

من من القراء لم يسمع أو لم يقرأ عن اسم المجدلية ، أجل هذا هو لقبى – أما اسمى فهو مريم الذى دعيت فى كل وقت " بمريم المجدلية " .

كلمة مجدلية Magdalene هى مؤنث لكلمة مجدلة Magdala . فتعـبـيـر مجدلية يعنى " مريم التى من مجدلة " .

لا شك أنى مجدلية لأنى نشأت فى مدينة مجدل – ولا بأس من الأفتراض أنى مجدلية لأنى صاحبة الخصل المجدولة من الشعر – لكن لى على المجتهدين – افتراض الصلة بينى وبين آخرين من الشخصيات الكتابية وليس لهم من دليل كتابى على ذلك سوى الأستنباط من الحوادث المرتبة فى الكتاب .

فذهب بعضهم إلى أنى أنا شخصيا هى المرأة الخاطئة فى المدينة التى جاء ذكرها فى انجيل البشير لوقا الطبيب فى الجزء الأخير من الأصحاح السابع وكانت حجتهم فى ذلك هو الأستهلال الوارد فى الأصحاح الثامن من انجيل لوقا القائل – وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض ؛ مريم المجدلية التى خرج منها سبعة شياطين ويونا امرأة خوزى وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن .

انى اعترف بفضل مخلصى على أنى كنت صريعة شياطين سبعة – والشفاء الذى نلته على يديد ربطنى به كخادمة – سعيدة فى خدمة صاحب الفضل الذى لا ينسى مثلى مثل بقية النساء اللائى شفين على يديه المباركتين .. ولكن الربط بينى وبين المرأة التى نالت شفاء من خطية الدنس فى بيت سمعان الفريسى لا أعلم له سببا ....

قبل أن يبرئنى من الشياطين السبعة – كنت فى قاع الهوان – ويستوى أن ينسب إلى هذا أو ذاك – لكن بعد أن شفانى وحررنى من رباطات الظلمة " سبانى نوره البهى فصرت له كالظل – أخدمه متشرفة بخدمته " هذا الذى تتمنى الناس أن تلمس طرف ثيابه .... إننى بموقعى من سيدى وخدمته فخورة وقنوعة ، لست أطمع فى أكثر مما أسبغ على من نعمة وعطاء سخيا فى عطائه فأنا وإن كنت لم أرتفع بنفسى إلى مقام أكبر من الأمة التى تخدم سيدها " لكننى ظللت كل الأيام ، مدهوشة منجذبة .... فمن هو معلمى الصالح .. وما هو ؟ .... "

هل هو انسان ؟ ... " لا شك فى ذلك لأنه كانت به طبائع البشر فى أسمى تطبيقها – وهل هو أعظم من إنسان ؟ لا شك أيضا – فقد اجتمع له من السلطان – ما هو أعظم من سلطان كافة البشر مجتمعين ... إذا هل هو الإله ؟ .. ولماذا لا ؟ ... لأنه لا يؤتى هذه القوة والسلطة ، مع الوداعة المطلقة ... واللطف المتناهى ... إلا من كان الإله "

هذه اسئلة ظلت معلقة ، تفرض نفسها ، ولكل سؤال جوابه ، لكن كيف الجمع بين هذه الأجابات ، وبين شخصية السيد الرب الفذة . ولا يضع حدا لهذا التساؤل المتصل إلا الجواب أنه – الله الذى ظهر فى الجسد – وعند هذا الجواب يرتجف الفرد منا ... فهل هذا يعنى أن نزداد منه قربا وحبا ، أو نزداد بعدا وتخوفا ، والواقع أننا ازددنا منه التصاقا : " أيها المفكرون هل عشتم اللغز الذى عشناه ؟ " :

من جهة السيد المسيح :

هو شخصيا كان أرفع وأمنع من الأحاطة البشرية !

يسوع المسيح ؛ ما أجمله .. ما أروعه ... ما أعجبه ، إنه اللغز الذى لم تتكشف حقائقه بالنسبة لعارفيه ، كل أيام حياته بيننا ، كبشرى كامل مثلنا .
+ + +


لست هنا أروى قصة سمعتها ، لكننى من الصليب كنت واحدة من النساء الواقفات من بعيد ، ينظرن ما يحدث ، بقلب يعتصر ألما ...

هل هذه مكافأة يسوع - من كان يجول يصنع خيرا ؟

كيف استطاع القوم أن ينالوا منه ، حتى يرفعوه على صليب العار وهم أنفسهم الذين كانوا يعملون ألف حساب ، إذا ما أرادوا اللقاء به أو الحديث معه ؟

+ الموت لفظ لعازر حيا وإلى خارج القبر لأن الرب ناداه !!

+ الطبيعة ألجمت بلجام فهدأ الموج المتلاطم ، والريح العاصف لأن الرب أمر ، وأمثلة أكثر من أن تعد ..... فما باله الآن لا ينطق بكلمة من كلمات سلطانه ؟

أظنك أيها القارىء لا تستغرب على أنى عشت ساعات الصليب نهبا لمثل هذه الأسئلة ، ومما كان يزيدنى أسى أنى لا أجد جوابا ، على سؤال واحد منها !

لم أستطع فراق المكان ، وظللت معاينة لكل حوادث الصليب المفجعة ، إلى أن انزلوه ... وقام يوسف الرامى ونيقوديموس بلف الجسد المقدس بأطياب وحنوط ، ووضعاه فى قبر جديد ... ثم يدحرجان الحجر ، وانصرفت وأنصرفان .

كنت آخر من ترك القبر المقدس – يوم الجمعة العظيمة – قبل غروب الشمس – وكنت أيضا أول من جاء القبر – بعد منتصف ليلة الأحد – والظلام باق .....

واترك لك ولخيالك أن تتصور الحالة التى كنت فيها وعشتها طوال هذه الساعات : " والحيرة التى لا يمكن وصفها – التى سيطرت على " .... فكل ما حدث لم يكن يدر بخلد إنسان : " هل يموت الحى المحيى ؟ " .. لذلك صدق يوسف الرامى ونيقوديموس وهما يحنطان الجسد المقدس أن يرددا مع ملائكة السماء القول :
" قدوس الله .. قدوس القوى .. قدوس الحى الذى لا يموت ..... "


هذا رغم أنهما يضعان الجسد المقدس فى القبر !!

ساعات سوداء قاتمة – أنتم الآن تستضيئون بظلال شجرتها الوارفة – أما نحن – فقد انغرست أشواكها فى أعماقنا : " هكذا كان نصيبنا ، ونحن لسنا منه فى ضجر أو ندم ، " بل إننـــا فخورون " ، أننا صرنا شهودا للأحداث العظام أو أعظم الأحداث قاطبة . إنها الأحداث التى مست حاجة كل قلب ...

انها الأحداث – التى لا تكرار لها – " لكفايتها وكمالها ، وانفراد الشخص الذى تحملها ، : " فلم يطأ أرضنا إلا يسوع واحد ، ولم يتألم عنا غير يسوع واحد ، وأيضا لم يخذل سلطان الموت والهاوية إلا يسوع واحد ونحن شهود لذلك " .


أنظروا ما تتضمنته كتابات يوحنا الحبيب عنى فى إنجيله المقدس :
" وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا ، والظلام باق ، فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر "



يو 20 : 1

لم نجاوز منتصف ليلة الأحد إلا قليلا ، وتركنا منزل القديس يوحنا الحبيب ، حيث كانت أمنا جميعا ، العذراء دائمة البتولية ، القديسة مريم ....

أورد القديس يوحنا مواقف كثيرة لنساء لهن دورهن القوى ، ففى بدء الآيات تظهر القديسة مريم أم يسوع شفيعة عن الحاضرين فى عرس قانا الجليل ، وفى الأصحاح الرابع يلتقى السيد المسيح مع المرأة السامرية التى جذبت مدينة سوخار بأكملها لتتمتع بشخص السيد المسيح بعد أن أعلن السيد لها عن نفسه ، وفى حادثة إقامة لعازر ( ص 11 ) كان حضور الشقيقتين مريم ومرثا بارزا

جاءت إلى القبر باكرا ، فالحب يدفع المؤمن للقاء مع القائم من الأموات فى أول فرصة ممكنة ، باكرا دون تراخ أو تأجيل ، جاءت والظلام باق حيث أمكن لنور شمس البر أن يشرق فى داخلها ، وينير لها طريق القبر الفارغ الشاهد لمجد قيامة المسيح ، كان الظلام لا يزال باقيا ، لكن الحب أضاء لها الطريق " .

أعود فأقول : وأنا فى الطريق – زلزلت الأرض بزلزال – وارتعشت له البسيطة تحت أقدامنا ، الأمر الذى ذكرنى بساعات الظلمة حين أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض وتشققت القبور وقت ساعات الصليب الحرجة ... من خلال الحيرة لم نعلم أننا نسعى نطلب " الحى بين الأموات " .

رأيت الحجر مرفوعا فظنت أن السيد قد أخذ من القبر !

يذكر الأنجيل حسب ما كتب يوحنا البشير :

" فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس ، وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه ، وقالت لهما : أخذوا السيد من القبر ، ولسنا نعلم أين وضعوه " يو 20 : 2

كنت أبكى الفرصة الوحيدة الباقية للوفاء : " بأن أقدم الحنوط " فلا أجد الجسد المقدس المستحق لهذا الحنوط ، فى الحقيقة أنى كنت أبكى نفسى ، فقد دارت بى الأيام ، إلى الفناء والعدم بعد أن استعذبت الحياة والوجود : بحياته .. ووجوده ، فأين أنا الآن وأين ما كنته : " اللهم رحمتك وحنانك " .
" لا يستشعر صدق اليد الحانية ؛ إلا الذين يعيشون البؤس "



لا يستشعر الصدر الحنون إلا المحروم من نعمة الحنان ؛ ... الذى قست عليه الحياة قسوة تجردت من الرحمة والرأفة .

بينما انطلق التلميذان إلى اخوتهما التلاميذ بقيت أنا عند القبر أبكى ، لم يكن ممكنا لى أن أفارق القبر حتى أرى جسد السيد المسيح ....

يستطرد الوحى كما كتب يوحنا البشير :

" فقالا لها : يا امرأة لماذا تبكين ؟ قالت لهما : أنهم أخذوا سيدى ، ولست أعلم أين وضعوه " يو 20 : 13

والآن اورد عن الآباء ماذكروا عن تلك الأحداث :

" أظهر الملاكان حنوا نحو مريم المجدلية الباكية ، فقد دهشا لبكائهما ، إذ كانا ينتظران أنها تفرح بقيامته ، حقا وسط آلامنا يشاركنا السمائيون الحب ، ويندهشون لحزننا ، إذ أدركوا ما يعده القائم من الأموات من أمجاد لمؤمنيه .

سألها الملاكان : لماذا تبكين ؟ .... إنه وقت الفرح ! لقد قام السيد المسيح من بين الأموات "
" ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء ، فنظرت يسوع واقفا ، ولم تعلم أنه يسوع " . يو 20 : 14



التفتت إلى الوراء ربما لأنها شاهدت الملاكين قاما بعمل غير عادى كالسجود متجهين نحوه ، أو أن أنظارهما قد تحولت عنها إليه بوقار شديد ، رأته إنسانا عاديا فلم تتعرف على شخصه ، لم تكن نفسية المجدلية أو فكرها مهيأ للقاء مع القائم من الأموات .

جاءت الأجابة من السيد المسيح نفسه الذى وقف وراءها ، ليتحدث معها ويجيب على سؤالها ، كان شهوة قلب المجدلية أن ترى جسد المسيح الميت ، لكنه وهبها ما هو أعظم ، إذ ظهر لها :
" القائم من الأموات "



إنه يعطينا أكثر مما نسأل وفوق ما نطلب .

" قال لها يسوع : يا امرأة لماذا تبكين ؟ من تطلبين ؟ فظنت تلك أنه البستانى ، فقالت له : يا سيد إن كنت أنت قد حملته ، فقل لى أين وضعته ، وأنا آخذه " يو 20 : 15

لقد سبق فرمز لهذا التصرف بيوسف الصديق الذى تظاهر أمام أخوته كغريب قبل أن يكشف لهم عن شخصه ( تك 44 ، 45 ) ، إنه يعاتبها : " لماذا تبكين ؟ أنا قمت ! من تطلبين ؟ ها أنا أمامك ! قيامتى فيها الأجابة على كل أسئلتك ، وفيها شبع لكل احتياجاتك .

" قال لها يسوع : يا مريم ، فالتفتت تلك ، وقالت له : ربونى ، الذى تفسيره يا معلم ، قال لها يسوع : لا تلمسينى ، لأنى لم أصعد بعد إلى أبى ، ولكن اذهبى إلى اخوتى ، وقولى لهم : إنى أصعد إلى أبى وأبيكم ، وإلهى وإلهكم " يو 20 : 16 – 17

إذ بحثت عنه بغيرة متقدة ومحبة تأهلت أن تسبق غيرها فى التمتع بصوته المفرح ، لقد سر السيد المسيح أن يهبها فرح قيامته ، لكى تشهد وتكرز بإنجيل القيامة .

سمعت اسمها على فمه فعرفت شخصه ، وكما قال السيد عن خرافه : أنها تعرف صوته ( يو 10 : 4 ) ، كان يكفيها كلمة واحدة ، أن يناديها السيد بأسمها . وكما تقول الكنيسة :

" صوت حبيبى ، هوذا آت طافرا على الجبال ، قافزا على التلال " ( نش 2 : 8 ) .

فعلت مريم حسبما أمرت ، ذهبت إلى التلاميذ وأبلغتهم الرسالة : " قد رأيت الرب " لقد أكدت لهم خبرتها مع المسيح القائم من الأموات .

ففـــــــرح التلاميـــــــــذ إذ رأوا الـــــــرب " يو 20 : 18 : 20


الإنســـــان لا يجد الفرح الحقيقى إلا فى يســــــــوع المسيح ، الذى قال : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال ؛ وأنا أريحكم " ،،،،،،

هناك فرق بين الفرح الحقيقى الذى يهبه يسوع للذين يحبونه ، وبين متع ولذات العالم ، الفرح الأول باق ودائم وحقيقى ، أما الثانى فهو زائل ونهايته الدينونة الرهيبة ، إنه كماء البحر من يشرب منه يعطش ثانيا
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مــــــــريم المجـــــــدليـــــــة .. وأحداث القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: