هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بغديدا ملتقى ابناء شعبنا المسيحي (لنعمل من اجل وحدة شعبنا)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
m.fyez
عضو نشيط
عضو نشيط



ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 76
السٌّمعَة : 0
النقاط التي حصلت عليها : 29560
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح Empty
مُساهمةموضوع: عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح   عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح I_icon_minitimeالأحد 27 أبريل - 9:01:50

عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح



+ بعد أن عشنا أحداث أسبوع الآم ربنا يسوع المسيح ، نحتفل اليوم مبتهجين بتذكار قيامته المجيدة ، وقصة الفداء كما يعلنها الإنجيل هى سر رجائنا وفرحنا وإفتخارنا لأننا بها خلصنا ، فحياة ربنا يسوع ورسالته ليست مثل حياة ورسالة أى نبى ، فالأنبياء قدموا وصايا ، ولكن الوصايا التى قدمت لتكون سبب حياة للبشر ، صارت سببا لدينونتهم ، لأنها حكمت عليهم ، إذ لا يوجد إنسان بلا خطية ولو كانت حياته يوما واحدا على الأرض ، فكل بشر ورث الطبيعة الفاسدة ، حتى الأنبياء .

+ كانت البشرية تحتاج لمن يرفع عنها حكم الموت ، ويكسر شوكته وهى الخطية ، ويحررها من سطوة إبليس ، ويجدد طبيعتها التى فسدت ، لذلك تجسد الله الكلمة وأخذ طبيعتنا البشرية ، وصار إبنا للإنسان . وقدم نفسه بإرادته ذبيحة على الصليب لله الآب . وعلى الصليب إستوفى العدل الإلهى حقه من كل البشر فى شخص المسيح ، وحصل لنا الرب على البراءة والغفران ، وبقيامته أعطانا الحياة الأبدية ..

+ رسالة السيد المسيح لم تكن مجرد إبلاغ وصايا ، مع أن الإنجيل يحوى أسمى الوصايا ، لكن رسالة المسيح هى تدبير إلهى لخلاص الإنسان ، كان فى قصد الله منذ الأزل :

" بل نتكلم بحكمة الله فى سر ، الحكمة المكتومة التى سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ، التى لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ، بل كما هو مكتوب ، ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه ، فأعلن الله لنا بروحه " [ 1 كورنثوس 2 : 7 – 10 ]

+ + إن إنجيل خلاصنا هو أن : " المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب " [ 1 كو 15 : 4 ]

+ لذلك عندما يقدم البعض كتبا مزورة ، مدعين أنها أناجيل ، مثل إنجيل برنابا أو المجدلية أو يهوذا ، نقول لهم أن حياة الرب يسوع ورسالته ليست قصة يختلف الكتاب على تفاصيلها ، لكنه تدبير إلهى قصده الله بحكمته الإلهية لخلاص البشر ، ولا تحتمل الأضافة أو الحذف أو التغيير ، إنجيلنا هو أن المسيح تجسد ثم مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا .


+ ولمن يتساءل ويقول لماذا كل هذا العسر فى التدبير ، يقول له الإنجيل :

أنت غير مقدر لآثار الخطية الموجهه إلى الله غير المحدود ، وآثارها على الإنسان ، فقد أدخلت الموت والفساد فى طبيعته ،

+ وأنت غير مدرك أن خلاص الإنسان لا بد أن يكون بتدبير يتلاقى فيه العدل والرحمة ، وبه تتجدد طبيعة الإنسان ،

+ وأنت غير مدرك لمحبة الله وحكمته وقدرته الكاملة ، لذلك يقول الإنجيل :

" كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى حكمة الله وقوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ، 24 ) .

+ يوحنا الحبيب فى رؤياه ، رأى المسيح كلمة الله وثوبه مغموس فى الدم ( رؤيا 19 : 13 )

+ أما المفديين فرأى ثيابهم بيضاء ، لأنهم غسلوها وبيضوها فى دم الخروف المسيح ( رؤيا 7 : 14 ) ، أى أن لا أحد يخلص بدون أن يبيض ثيابه بدم المسيح .

+ بدون فداء المسيح لا ذبيحة دموية تنفع ، لأن الحيوان لا يفدى الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله ، ولا بر كل الأبرار ينفع . لأنه لا يوجد إنسانا بغير خطية .

ولا توبة تنفع لأن عدل الله يطلب ما مضى ، ما لم يكفر عن الإنسان بذبيحة ترضيه .

+ هذا هو إيماننا الذى يجمع عليه كل المسيحيين مهما اختلفت طوائفهم منذ عصر الرسل ، وثبتته ودونته فى قوانين ، المجامع المسكونية ، وتضمنته أقوال الآباء منذ القرن الأول الميلادى وهو الإيمان الذى من أجله أضطهد المسيحيون واحتملوا الآلام حتى الموت وقبلوها فرحين . وبه أنتشرت المسيحية فى العالم كله بعمل الروح القدس دون سلاح أو قهر أو إغراء .


+ وهذا ما أعلنه الله لآدم من خلال الذبائح الدموية التى علمها لآدم ونسله من بعده ، وكانت رمزا لذبيحة المسيح وهو الخلاص الذى أشتهاه الأنبياء : " لخلاصك انتظرت يارب " [ تكوين 49 : 18 ] ، " ليتك تشق السموات وتنزل " ( إش 64 : 1 ) .

+ نحن نفرح ونشكر الله ، لأن هذا الخلاص العظيم ، ليس مجرد قصة حدثت فى الماضى ، ولا أمل نرجوه فى المستقبل فقط ، بل واقع حى نعيش فى بركاته ، والحياة الأبدية أخذنا عربونها هنا لتكمل لنا فى الأبدية ، فنحن نموت ونقوم مع المسيح فى المعمودية ( كو 2 : 12 ) ، ونثبت فيه ونصير هياكل للروح القدس بسر الميرون ، وتدوم لنا وفينا ، بسر التوبة والأعتراف وبسر التناول وبالشركة المستمرة معه ، كقول الرب : " أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد " [ يو 11 : 25 ، 26 ] ، وكقول سفر الرؤيا : " مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ( قيامة روحية بالمعمودية من موت روحى هو موت الخطية ) .

+ أخى وأختى : إن قيامة المسيح لا تحتاج لبرهان مادى بقدر ما تحتاج إلى برهان نقدمه بحياتنا وسيرتنا ، إن المسيح حى فينا ، لكن إن كان لنا شكل الإيمان ولا نحيا فى قوته ، إن كانت فى قلوبنا بغضة وخصام ، وإن كان فينا المكر والخبث ، وإن كنا نتعامل بالغش والخداع ، وإن كانت جلساتنا وعلاقاتنا لا ترضى الله ، أو كان مظهرها غير عفيف ومعثر لا يليق بهيكل الروح القدس الذى هو نحن ، فهل نستطيع أن نقول أن المسيح قام وهو حى فينا وأننا قمنا معه ؟!

+ إذ كنا نريد أن نفرح حقا بقيامة المسيح ونفرح قلبه بقيامتنا نحن ، فنعلم أن كنيسة المسيح ( جميلة ) كالقمر طاهرة كالشمس ونحن أعضاء فيها ، والرب إشترانا لنفسه بدمه الطاهر لتكون أمة مقدسة كهنوت ملوكى شعب إقتناء ، لنخبر بفضائل الذى دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: كنائس بغديدا :: التأملات الدينية-
انتقل الى: