لا تخلو حياة إنسان من الحوادث المفاجئة وغير المتوقعة التي نسميها "مصادفات". هذه المصادفات تقطع سياق الحياة الذي اعتدنا عليه، وتضعنا أمام حادثة مدهشة وغريبة لا نجد تفسيرا لها. بعض المصادفات تكون جميلة وطريفة، وبعضها الآخر يكون صادما ومزعجا. وفي الحالتين يشعر الإنسان بان شيئا غريبا سقط على الحياة من خارجها فاحدث فيها تغييرا طفيفا أو جوهريا، لتعود الحياة بعد ذلك إلى مجراها العادي الذي لن تقطع تدفقه الرتيب سوى مصادفة أخرى.. في حياة النجوم مصادفات غريبة ومدهشة مثلما هي الحال في حياة سائر الناس. فما هي اغرب هذه المصادفات؟ وكيف تصرف الفنانون ازاءها؟
هند صبري والحرامية..
الممثلة هند صبري: هناك موقف تعرضت له وربما يجب ان اقول انه ضحك عليّ، فأثناء سيري في مكان قريب من مكان إقامتي أخرجت من حقيبتي مئة جنيه وأعطيتها لبائع الجرائد لأشتري بعض الإصدارات وقال لي: لا توجد فكة، فوجدت فتاة صغيرة تقول لي أعطني أفك لك، وأعطيتها الفلوس بالفعل وانتظرتها لأكثر من نصف ساعة لكنها لم تعد وإذا بي أكتشف بعد ذلك أنها حرامية، ما أحزني فعلاً في هذا الموقف هو أنه لم يكن في حقيبتي سوى هذه المئة جنيه، وتأثر بائع الجرائد كثيراً بهذا الموقف، فأعطاني مبلغاً صغيرا وذهبت الى المكان الذي كنت ذاهبة إليه وعندما عدت الى البيت رجعت إليه مرة أخرى لأقدم له ثمن الجرائد الذي أعطاه لي.
طوني خليفة وحلم يتحقق..
الإعلامي طوني خليفة: قبل سنوات سافرت الى ايطاليا في رحلة سياحية وهناك قمت بزيارة موقع ال "كوليزيه" (مدرج روما القديم) وبصراحة عندما دخلت هذا المكان تفاجأت لانني كنت احلم به ورحت اقول لاصدقائي الموجودين معي انكم سترون كذا وراء هذا الباب ويتضح بعد ذلك انني على صواب وحتى الان لا أجد تفسيرا لهذه المصادفة.
بواب العمارة يضرب الهام شاهين!
الممثلة الهام شاهين: هناك صدفة لن أنساها طول حياتي، فأثناء تصويري فيلم "الهلفوت" مع عادل إمام كنت ارتدي في احد المشاهد ملابس مهلهلة وقديمة، وبعد نهاية التصوير كنت مجهدة جدا ولم استطع تغيير ملابسي من شدة الإرهاق فذهبت كما أنا إلى العمارة التي اسكن فيها، واذا بالبواب ينهرني ويطردني ويصفعني على وجهي ويقول لي: امشي يا بنت من هنا عايزة إيه، فقلت له انا الهام شاهين، فأصر على طردي وإلا سيطلب الشرطة، وبالفعل كانت هناك دورية شرطة تمر بالطريق فنادى الضابط الذي لم استطع أيضا أن أقنعه بأنني الهام شاهين، فأخذني إلى القسم إلا أنني استطعت الاتصال بأخي وحضر فورا الى القسم ليثبت لهم أنني الهام شاهين بالفعل ولست نصابة، ورميت راسي على كتفه وجلست ابكي فترة طويلة الى ان عدت الى المنزل ومن هذه اللحظة لا أعود أبداً إلى البيت وأنا ارتدي ملابس العمل خاصة لو كانت ذات طبيعة غريبة.
السقا والرصاصة الخادعة..
النجم احمد السقا: من أصعب واغرب الصدف التي واجهتها في حياتي عودة الرصاصة إلى عيني أثناء تصوير فيلم "الجزيرة" ورغم أنني أهوى المخاطرة وتصوير كل مشاهد الاكشن بنفسي من دون دوبلير إلا أنني في هذه المرة بالذات كدت اشعر أني قد فقدت عيني فعلا، ولكن القدر هو الذي فعل ذلك ليثبت لي مثلا ان لي صديقا حقيقيا هو المخرج شريف عرفة الذي اصطحبني فورا بالطائرة الى القاهرة وتم علاجي سريعا، ولولا ذلك ربما كنت فقدت احدى عينيّ، ومثل هذه المواقف بقدر ما تضر الإنسان بقدر ما تعلمه وتبين له من الأقرب إليه من الاصدقاء. ورغم ما حدث لعيني الا انني لن أتوب عن الاكشن، فالكل بعد ذلك بدا يقول لي "كفاية شقاوة يا احمد" لكن هذا هو قدري، الشقاوة في دمي.
سوزان نجم الدين والحيوان الغريب
المصادفة الغريبة في حياتي حصلت عندما كنت أصور مسلسل "الثريا" في منطقة بعيدة عن دمشق، وفجأة في منتصف الليل شعرت بإحساس غريب وقوي يشدني للعودة إلى المنزل دون أن أعرف السبب، فركبت سيارتي واتجهت نحو دمشق بسرعة، وفي الطريق صادفت حيوانا غريبا حتى الآن لم أعرف ما هو ذئب؟ أم ضبع؟ أم حتى أسد؟ ووقف أمام السيارة، ورغم سرعتي الكبيرة توقفت، وانتابني خوف شديد وسط الظلام والطريق خال وحيوان غريب الشكل يقف أمام السيارة دون حراك. فوجدت نفسي محبوسة في سيارتي لا أستطيع فعل شيء فاخترت أن أبقى هادئة، ورغم خوفي الشديد سيطرت على أعصابي وبالفعل بعد عشر دقائق ابتعد، فقدت سيارتي ثانيةً وبأقصى سرعة إلى منزلي وخوف لم أشعر به من قبل يعترني، وحتى الان لا أعرف ما هو هذا الحيوان الضخم وكيف ظهر فجأة أمام سيارتي؟
حسين فهمي ومواجهة السفير الاسرائيلي..
الفنان حسين فهمي: التقيت متسولة في برنامجي "الناس وانا" وقالت انها تكسب مئة وخمسين جنيه في اليوم بدون ان تصرف منها على طفلها. لم استطع أن أتمالك نفسي ووجدت دموعي تسيل وتوقف التصوير لكني أخبرت المخرج بالا يحذف هذه اللقطة والحقيقة انني لولا هذا البرنامج ما قابلت مثل هذه النماذج الغريبة التي تعيش في المجتمع ودارت بذهني تساؤلات كثيرة حول سلوك هؤلاء البشر وفلسفتهم الخاصة في الحياة.
الموقف الثاني كان صدفة عجيبة عندما أخذت قرارا بمنع عرض أي فيلم إسرائيلي داخل مهرجان القاهرة وأنا رئيسه، فوجئت باستدعاء من مسئول الأمم المتحدة في القاهرة يخبرني بغضبه من هذا القرار وكانت المفاجأة أني وجدت السفير الإسرائيلي جالسا في الاجتماع وأبدى رغبته وتهديده في وقت واحد بضرورة العدول عن القرار وإلا سيكون هناك كلام حول منصب السفير، وقلت لهم لا يعنيني أي تهديد وانا رئيس المهرجان وانا حر في قراراتي وعندما جاء الوقت المناسب استقلت من الأمم المتحدة بمحض إرادتي ولم اخش شيئا.
ميريام فارس واللقاء المدهش..
كشفت النجمة ميريام فارس: أنني قبل سنوات التقيت بأحد الأشخاص في منزل صديقتي فأعجبتني شخصيته وثقافته ولباقته في الكلام. لكن أي لقاء لم يحصل بيننا بعد ذلك سافرت الى لندن بهدف العمل وصودف أن التقيت بهذا الشخص هناك، وكانت صدفة جميلة وبتنا من أعز الأصدقاء.
طارق أبو جوده وصديق الطفولة..
يقول الملحن طارق أبو جودة: كانت تربطني علاقة وطيدة مع صديق الطفولة طوني سراح، لكنه فجأة غادر إلى الكويت ليعمل هناك ولم نعد نلتقي وتواصلنا اقتصر على التلفون. لكن قبل فترة سافرت الى دبي وفي أحد المطاعم التقيت بصديقي هذا وكانت صدفة جميلة جداً والحاضرون أخذوا يستمعون الى أحاديثنا دون أن ينطقوا بكلمة.
شيرين عبد الوهاب: توقيع غير متوقع..
النجمة شيرين عبد الوهاب قالت: أعتبر توقيعي مع شركة روتانا صدفة غريبة لأنني لم أتوقعها خصوصا أن الكثيرين لم يحمسوني على التوقيع لكن المعاملة الطيبة من رئيس "روتانا للصوتيات" سالم الهندي ومسئول الشركة في القاهرة سعيد إمام كان مميزاً جداً ولم أندم لحظة على عقدي معهم.
عبد الله الرويشد: في مقابلتي عبد الوهاب لم أصدق أن الحلم تحول إلى حقيقة..
كبرت على صوت المطرب العربي محمد عبد الوهاب، كنت طفلا أسهر مساء كل جمعة بالقرب من المذياع مع أغاني محمد عبد الوهاب عبر محطة إذاعة الكويت. أسمعه بكل حب وشغف ولهفة، اعتادت أذني هذا الصوت وهذا الفن الرفيع الجميل. وكنت أطلب من المسافرين إلى القاهرة أسطوانات محمد عبد الوهاب وأطير فرحا وأنا أتلقى أسطوانة أو شريط كاسيت للموسيقار العملاق وقد امتلأت مكتبتي بكل إصدارات موسيقار الأجيال. كان لقاؤه حلما يراودني منذ الطفولة لكنه حلم أشبه بالخيال. وحين تعاونت في أول أغنية مصرية مع الموسيقار عمار الشريعي (مسحور) كنت دائما أسأله عن محمد عبد الوهاب فكان يقول إن لقاؤه ليس صعبا وكنت أظنها إحدى مزحاته اللطيفة. وأتذكر في إحدى الليالي الباردة في القاهرة سنة 1990 اختلط الحلم بالواقع والخيال حين اتصل بي الإعلامي وجدي الحكيم ليقول إن غنائي في "الليلة المحمدية" نال إعجاب الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فوافق على لقائي: هل هي مجرد أحلام أم أنه واقع؟ وفي الليلة التالية اصطحبني وجدي الحكيم إلى بيت الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في الزمالك وتحقق الحلم. جلست أنتظره في الصالون وجاء بشحمه ولحمه بابتسامته وضحكته التي ما زالت ترن في أظني يصافحني بيده ويشجعني بكلمات محفورة في ذاكرتي بما يشبه ماء الذهب. وقبل أن أجلس قلت له أنت إخطبوط الفن فضحك ضحكته الشهيرة وقال: بل أنت إخطبوط الغناء وخصوصا في الليلة المحمدية. جلست معه جلسة قصيرة استمعت فيها إليه أكثر مما تكلمت وكان يدردش وينصح ويسأل وحدثت المفاجأة عندما وعدني أن يقدم لي لحنا وقال لي أنها هدية لك بعد تحرير الكويت من الغزو الغاشم. كانت كلماته وحدها أكبر هدية كان واثقا أن الظلم سيزول عن الكويت وبالفعل تحرر بلدي وكانت فرحتي لا توصف. إلا أن الموت سبق تعاوننا فقد توفي محمد عبد الوهاب بعد تحرير الكويت بفترة قصيرة.
صفاء التقت طليقها في مكان غير متوقع!
الممثلة الخليجية صفاء سلطان: لم يخطر ببالي ان التقي ثانية بطليقي، خاصة وانه يعيش في أميركا، لكن الصدفة شاءت أن التقي به في الامارات، وقد ظهرت عليّ المفاجاة، ردة فعلي قوية، فهو آخر شخص توقعت رؤيته، ورغم ذلك تصرفت بمنتهى الهدوء، فسلمت عليه بشكل عادي وذهب كل منا في طريقه.