مما لا شك فيه ان الاندلس في فترة تعد من ابرز العصور الذهبية للامة العربية اعطت للعلم والادب بشكل عام وللشعر بشكل خاص الشئ الكثير وذلك في شخص شعراء كثر من اسياد الصناعة اللفظية وارباب الكلمة الحية الرنانة المعبرة نجد من ابرزهم
1- صفي الدين الحلي
ما دامَ وعدُ الأماني غيـرَ منتجـزِ ** فطُولُ مَكثِكَ مَنسُوبٌ إلـى العَجَـزِ
هذي المغانمُ فامددْ كـفّ منتهـبٍ، ** وفرصة ُ الدهرِ، فاسبقْ سبقَ منتهزِ
واغزُ العِدى قبلَ تَغزونا جيوشُهُـم ** ؛ إنّ الشّجاعَ، إذا مَلَّ الغُزاة َ، غُزي
والقَ العدوّ بجأشٍ غيـرِ محتـرِسٍ ** مِنَ المَنايا، وجيشٍ غيـرِ مُحتـرِز
لا تتركَ الثأرَ مِـنْ قـومٍ مرادهُـمُ ** إخفاءُ ذِكرٍ لَنا فـي النّـاسِ مُنتَبِـز
ما عذرنا وبنو الأعمامِ ليـسَ بهـا ** نقصٌ، ولا في صفاح الهند من عوزِ
بَل كُلُّ مُنصَلِـتٍ منّـا ومُنصَلِـحٍ ** في كفّ مرتجـلٍ منّـا ومرتجـزِ
وكلُّ ذي صَمَمٍ في كَـفّ ذي هِمَـمٍ ** ، وكلُّ ذي مَيَسٍ في كَفّ ذي مَيَـزِ
فاقمَعْ بنا الضّدّ ما دامَـتْ أوامِرُنـا ** مطاعـة ً، ومعالينـا علـى نشـزِ
إنّ الوِلايَة َ ثَوبٌ قد خُصِصتَ بـه ** ، جاءَتْ كَفافاً، فلَم تَفضَلْ ولم تَعُـزِ
وافَتكَ إذْ رأتِ العَلياءَ قـد نُسِبَـتْ ** إلَيكَ والشّرَفَ الأعلى إليكَ عُـزِي
لُذْنـا بظِلّـكَ عِلمـاً أنّ فيـكَ لَنـا ** نيلَ الأماني، ومن يلقَ المُنى يفـزِ
ما رَكّبَ اللَّهُ في أحداقِنـا بَصَـراً، ** إلاّ لنَفـرُقَ بَيـنَ الـدُّرّ والخَـرَزِ
2-المعتمد بن عباد
قَيدي أَما تَعلمنـي مُسلمـا ** أَبَيتَ أَن تُشفِقَ أَو تَرحَمـا
دَمي شَرابٌ لَكَ وَاللَحمُ قَـد ** أَكَلتهُ لا تَهشـم الأَعظُمـا
يُبصِرُني فيكَ أَبـو هاِشـمٍ ** فَيَنثَني وَالقَلبُ قَـد هُشِّمـا
اِرحَم طُفَيلاً طائِشـاً لُبّـهُ ** لَم يَخشَ أَن يأتيكَ مُستَرحِما
واِرحَم طُفَيلاً طائِشـاً لُبّـهُ ** جَرّعتَهُنَّ عَلَيهِ لِلبُكاء العَمى
مِنهُنَّ مَن يَفهَم شَيئـاً فَقَـد ** خِفنا عَلَيهِ لِلبُكـاء العَمـى
وَالغَيرُ لا يَفهَمُ شَيئـاً فَمـا ** يَفتَـحُ إِلّا للرّضـاعِ فَمـا
3-ابن زيدون
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟ ** وَأُعزَلُ، عَنْ رِضَاكِ، وَقد وَليتُ؟
وكيفَ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً، ** لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ!
أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ** وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ
وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ، إلاّ: ** رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ
4-ابو البقاء الرندي
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ** فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ ** من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ ** ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ ** وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟ ** وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ
وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ ** وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟
أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ ** حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا
لو صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ ** كما حَكى عن خوالي الطيف وسنانُ
فجائع الدهر أنواع منوعة ** وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها ** وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ
دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ ** هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ
تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ ** كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
عَلى ديارٍ من الإسلام خالية ** قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما ** فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ ** حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ
ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة ** إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها ** وما لها من طوال الدهر نسيانُ
ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة ** كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ
وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة ** كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ
أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ ** فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم ** قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ
مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ ** وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ
ألا نُفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ ** أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ ** أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم ** واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدانُ
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ ** إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ
5-لسان الدين بن الخطيب
جادك آلغيث اذا آلغيث همى ... يازمان الوصل بالأندلـس
لم يكن وصلك إلا حلما ... فى الكرى أو خلسة المختلـس
*****
إذ يقود الدهر أشتات المنى ... تنقل الخطو علـى مايرسـم
زمراً فرادى وثنـى ... مثلمـا يدعـو الوقـود آلموسـم
والحيا قد جلل الروض سنى ... فثغور الزهر منـه تبسـم
*****
وروى النعمان عن ماء السما ... كيف يروى مالك عن أنس
فكساه الحسن ثوباً معلما ... يزدهى منـه بأبهـى ملبـس
*****
فى ليال كتمت سر الهوى ... بالدجى لولا شموس الغـرر
مال نجم الكأس فيها وهوى ... مستقيم السير سعـد الأثـر
وطر مافيه من عيب سوى ... أنـه مـر كلمـح البصـر
*****
حين لذ الأنس شيئاً أو كما ... هجم الصبح هجوم الحـرس
غارت آلشهب بنا أو بما ... أثرت فينـا عيـون النرجـس