مسيحيو العراق يستعيدون ذكرى هجوم كنيسة سيدة النجاة
اغرورقت عينا رعد وهو يذكر ابن عمه وأصدقاءه الذين كانوا بين 52 شخصا قتلوا في هجوم على كنيسة في بغداد في اكتوبر تشرين الاول العام الماضي. وقال المسيحي العراقي الذي يملك متجرا قرب كنيسة سيدة النجاة الكاثوليكية في وسط بغداد ان قداس عيد القيامة في الكنيسة يظهر مدى قدرة الاقلية المسيحية بالعراق على المواجهة والتأقلم مع الظروف. وقال رعد انه في الجمعة العظيمة "كانت الشموع في كل مكان وكان الجميع في الكنيسة يبكون. كلما دخلت الكنيسة بكيت متذكرا ابن عمي الكاهن وأصدقائي الذيت قتلوا في الهجوم." وأضاف "لا أنسى تلك اللحظات التي عشتها. لقد فقدت في الهجوم 30 على الاقل من أصدقائي."
وشدد الامن حول الكنائس منذ هجوم اكتوبر تشرين الاول لكن العنف استمر. وأصيب اربعة اشخاص على الاقل يوم الاحد عندما انفجرت قنبلة قرب المدخل الخلفي لكنيسة القلب المقدس في وسط بغداد.
وقبل نحو ستة أشهر اقتحم متشددون الكنيسة أثناء قداس الاحد واحتجزوا رهائن وانتهت الازمة باقتحام قوات الامن للكنيسة. وقتل في الحادث 52 شخصا. وكان هذا أكثر الهجمات على مسيحيي العراق دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 واشاع الخوف في صفوف الاقلية المسيحية.
وقالت الامم المتحدة أن مئات العائلات المسيحية فرت الى المنطقة ال*واحد*ة بشمال العراق أو الى دول مجاورة منذ ذلك الحين.
وكان عدد المسيحيين في العراق نحو 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه انخفض الان الى 850 ألفا من بين السكان البالغ عددهم 30 مليونا.
وكان المسيحيون هدفا لهجمات متواترة في العراق حيث ما زال الانقسام الطائفي قائما بين الشيعة والسنة بعد ثمانية أعوام من الغزو الامريكي.
وتحمي قوات الامن مداخل كنيستي سيدة النجاة والقلب الاقدس فضلا عن وجود أسوار مضادة للانفجارات تحيط بالكنيستين.
وفي وقت سابق يوم الاحد تم تفتيش مئات المسيحيين العراقيين قبل السماح لهم بالدخول للصلاة في كنيسة القلب الاقدس.
وقال بعض المصلين انهم يخشون تعرض طائفتهم لمزيد من الهجمات لكن كثيرين قالوا انهم مصممون على الصلاة في القيامة.
وقالت عايدة شابو التي حضرت القداس في كنيسة القلب الاقدس "نتمنى العيش في سلام ووئام مع كل الديانات الاخرى في العراق. جئنا الى الكنيسة كي نقول اننا لسنا خائفين من الارهابيين وسندافع عن أنفسنا ضد الارهاب."
منقول من كرملش.نت/ 24 نيسان 2011/ جرجيس الساعور