عاتبت يوما ظلما قلمي...فشكى قلبي..؟
لم أيـــها القلب...؟؟
...لم أيــها القلب .؟ أما كفاكـ و قد أستوطنتكـ الآلام، و الهموم فما برحتكـ ،و اعتلت منابركـ ، و جعلتَني أعاقرُ مجالس الأسى، و أُدمن تجرع كؤوس الشقــاء، لتنتشي بخيباتي و انكساراتي على عتبات الحب..تحن لغيري بقسوتك علي ، و أنا من أطاعَك بوفائك لمن باعكـ..لتشعرني بالضياع في زمن ليس زمني، و مكان لا أرى فيه مكاني..؟؟
..ليتني استطعتُ اقتلاعك، و أنت تعلن الأنين بصمت، و تجعل من الهزيمة عنوان تبدأ به صفحتي، و تنتهي بذكـــره ..لتصنع تمثالا آخراً من الثلج تذيبه حرارة حبكــ لتَذهب تلك الملامح الجميلة التي أجْهَدك رسمها، و نمنمتها لتصحوا على صدى آهاتك، و تغفوا مرة أخرى مفترشا ذاكرتكـ..
...ضحية تختلج في صدري، و بركـــان يثور و يخمد داخلي، و ألوان رمادية تخرج عبر أنفاسي و رائحة احتراق تنبعث،، و تعبث في فضائي.. لتلوث كل الأماكن التي اسكنهــا و تغرس في روحي هلوسة الحب أو هذيان مجنون في زمن لبستَ فيه سواد الحرف على بياض نبضي، و التحفت ابتسامتي الداكنة معلنا مقتلي..و بعد كل موت يتجدد بي موت آخــر،، فاشكوا من جديد نازية قلبي.. عفوا ..بل قلبها.. ما أحسست يوما أنه لي..ما شعرت لحظة أنه معي..و لن أدعي بعد اليوم ملكيتي له...
...قرص الشمس إختفى وراء الضباب... أحرفي وحدها هي من تنوب عن آهتي المكنونة بين حرفين و نقطة..إن سمعتَ أنهما أمرضا إنسان صدّق، و إن سمعتَ أنهما قتلا إنسان فصدّق،أو أفقدا صواب إنسان فصدّق ،،و إن سمعت أنهما ابقيا على سعادة إنسان فلا تصدق.. لأني لن اصدق..
فقد قررت إبادة ذاكرتي ،و لن ابحث عنكـ أنثاي.. لأني لن أجدكـ..سأودع عزفي، و سأوقف نزفي،،فقاموسي تناثرت عباراته ،و زورقي أجهده المسير، و تاق أن يرسوا على شاطئ لا رحلة بعده،، و لن يستهويني بعد اليوم أن أحلم حلما يبدأ بعبق الزهور فينتهي بكثير من الكســُور..فقد ألتف الحزن بالوجدان و لن يتسلل إليه نور ذاك الوميض المتسلي..الذي يغرينا بفخامة الطاووس لتكون النهاية كابوس..
لمّ أيهـا القلب تغفر حين لا يُغفــر لك، و تعفُوا، و تصفح، و تصافح أيادي لم تتردد في صفعِكـ حيث أردت تقبيلها، فيجرفك حنينك لقلوب تمارس بدعة القسوة ،و تجيد فنون التناسي فتذكرهم بغير ما يذكرونكـ..أرهقتني باجترارك حتى الكلمات التي لا يعبأ بها الآخرون لكنها تتعمق و تكبر معانيهــا فيكـ حيث تتقازم أكبر المعاني فيهم...
..ألفتك تتصرف بتطرف،و كنتُ أتتبع نبضاتك، و أرقب اهتزازاتك فأقر بهزيمتي أمام استمرارك.. فلا أرى منك كلل، و لا ينتابك ملل..فكم تمنيت أن تكون مجرد مضخة تتواصل بدقاته الحياة.. فتكون بسيطة.. أحياها بلا أحلامك المتعجرفة، و لا أمانيك الزائفة، و المزخرفة بأنشودة الغرام التي علمتني كيف أعيش الأوهام، و كيف تمتزج الآهة بالابتسام ..
لمّ أيها القلب لا زلتَ تُدّون في دفاتري نكسات ثورتك،و جنونكـ...متباهيا بجراحك و اغتيال كل أفراحكـ التي كنتَ تتعقبها في أنُثــاك الوهمية التي لا تقطن إلا في اختلاجاتك المتمردة، و المتفردة في خيالكـ...أما آن لك أن تتعلم أبجديات النسيان ، و تحترف التناسي.. لتجبر حنينك بالقساوة فيصمت أنينكـ.. فغالبا ما تدعونا المنعطفات إلى التوقف، و التفكير فربما أسمى معاني الحب عندما يبدأ الفراق،..و أبلغ معاني الحب تقال في ساعات الرحيل.. حتى و إن فقدت الكلمات نبراتها،، فعبرت بها الملامح و طرفات العيون...
...سأحاول لملمة ما سقط مني.. لأسترجع ما يمكن لي استرجاعه، و ترك ما أستعصى عليا الوصول إليه،، فقد غابت الشمس، و أنجلى النــور، و أنطفأ القمر ، و تلاشت الأحلام في زمن أصبح كفيفا لا يرى غير السواد الممتد و المتمدد على صفحات أيامي، و لن أتسول الإجابة لمّ غابت الشمس أو من أين تعبق رائحة الانكســـار..