جددت الإصابة البالغة التي تعرض لها النجم أحمد السقا في عينه اليمنى أخيرا أثناء تصويره فيلم "الجزيرة" قضية هامة جدا تتعلق بالمخاطر الشديدة التي يواجهها الممثلون نتيجة رفضهم الاستعانة "بدوبلير" رغم أنه مدرب جيدا على أداء المشاهد الخطيرة. وهي قضية قديمة جديدة عانى منها الكثير من النجوم والفنانون ومازالوا.. ولم تجد حلا حتى الآن مما يهدد بعواقب وخيمة في المستقبل.. وملف سوابق النجوم مع الإصابات بسبب رفض الاستعانة بدوبلير سواء في السينما أو في التلفزيون مليء بالاحداث.
ما لا يعرفه الكثيرون أن إصابة السقا الأخيرة ليست الأولى بالنسبة له ومع ذلك لم يخضع لنصيحة المقربين منه بضرورة الاستعانة "بدوبلير" في المشاهد الصعبة والخطرة معللا ذلك بأنه من شدة عشقه للفن مستعد للتضحية بأي شيء حتى يحافظ على المصداقية التي يتمتع بها عند الناس خاصة في أدوار "الأكشن" التي صنعت شهرته ونجوميته وجعلته متفردا بين نجوم جيله!!
السقا سبق له الإصابة بقطع في الرباط الصليبي أثناء تصوير مشهد حركة شديدة مع أحمد رزق في فيلم "مافيا" مع نفس مخرج فيلم "الجزيرة" شريف عرفة أيضا قبل 5 سنوات.. كما أنه تعرض لاحتمال فقدان حياته 4 مرات أثناء تصوير فيلم "أفريكانو" بجنوب أفريقيا مع المخرج عمرو عرفة.. حيث أعلن مسؤولو شركة التأمين على نجوم الفيلم أنهم غير مسؤولين عن نتائج هذه المشاهد لو أصر السقا على تنفيذها بنفسه دون الاستعانة "بدوبلير" محترف وهو ما رفضه السقا وأصر على تصوير المشاهد بنفسه وسط ذهول ورعب طاقم الفيلم وشركة التأمين الأجنبية!!
الفنان مجدي كامل تعرض هو الآخر لإصابة بالغة أثناء تصوير فيلم "ظرف طارق" منذ عام ونصف العام مع أحمد حلمي وإخراج وائل إحسان مازال يعاني منها حتى الآن ويقول عنها: رغم أنني من أنصار الاعتماد على "دوبلير" متخصص ومحترف في أداء المشاهد الصعبة والخطيرة إلا أنني وقعت في المحظور أكثر من مرة لأنه ليس لدينا نظام في هذا الموضوع ولا يوجد عندنا تأمين على الفنان فضلا عن أن البعض يبحث عن مزيد من المصداقية في التمثيل فيضطر إلى تنفيذ المشاهد بنفسه فيقع في المحظور.. وهو ما حدث معي حيث تعرضت للسقوط الشديد على قدمي في أحد المشاهد مع الفنان أحمد حملي في فيلم "ظرف طارق" ما أدى إلى قيامي بتركيب شريحة ومسمارا في قدمي وظللت أتلقى العلاج حتى وقت قريب.
وتابع كامل: وفي فيلم "عن العشق والهوى" مع أحمد السقا كدت أن أفقد حياتي نتيجة اضطراري لقيادة دراجة بخارية من دون كابح.. وفي فيلمي الأخير "مهمة صعبة" مع طارق علام وإخراج إيهاب راضي كاد الحبل الذي التف حول عنقي في السجن من شدته أن يشنقني بالفعل لولا ستر الله.. وفي الفيلم نفسه تعرضت الفنانة علا غانم لإصابة في قدمها نتيجة لقيامها بالقفز من مكان مرتفع نسبيا للهروب من إحدى العصابات الخطيرة التي تطاردها..
الفنان خالد أبو النجا يقول عن مسألة الاستعانة بدوبلير في المشاهد الخطيرة: أنا مع هذا الاتجاه تماما حتى يتفرغ الفنان للإبداع ولا يفكر في الخوف والمصير الذي ينتظره عند قيامه بتصوير مشاهد خطيرة.. ويضيف: عن نفسي اضطررت نتيجة عدم وجود "دوبلير" في فيلم "عجميستا" وهو فيلم "أكشن" مائة في المئة إخراج طارق عبد المعطي أن أعتمد على نفسي في مشهد مطاردات عنيفة جدا وخطيرة وكنت في شدة الرعب والتوتر لأنه كاد أن يحدث ما لا يحمد عقباه ولكن الله سلم.
نفس الكلام تؤكده الفنانة الكبيرة سميرة أحمد التي تروى حكايتها مع المشاهد الصعبة في سينما زمان وتقول: عانيت من الإصابة في 3 أفلام لأنه لم تستخدم فيها "الدوبلير".. الأولى كانت في فيلم "هارب من الأيام" مع الفنان فريد شوقي حيث أصبت في عيني إصابة مماثلة لإصابة أحمد السقا عن طريق "شظية" خضعت على إثرها للعلاج بضعة أسابيع.
والثانية كانت في فيلم "الخرساء" للمخرج حسن الإمام وكانت شريكتي في المشهد الفنانة القديرة زوزو نبيل التي جسدت دور زوجة أبي، وكانت تعذبني وتضربني بعنف حتى أفقد الجنين الذي حملت فيه سفاحا وهو ما عرضني للإصابة في ظهري رغم تألمي الشديد وتعاطف كل من حولي في التصوير.. أما الفيلم الثالث الذي أصيبت فيه فهو "عين الحياة" مع الفنان محمد الدفراوي الذي ضغط على أصبعي بشدة فكسره وتسبب لي في عاهة مستديمة ما زلت أعاني منها حتى الآن رغم خضوعي للعلاج نحو شهرين كاملين.
الفنان الكبير "نور الشريف" تعرض هو الآخر لإصابة في قدمه وجسمه نتيجة سقوطه من على الدراجة البخارية التي كان يقودها بنفسه طوال أحداث فيلم "ضربة شمس" أول افلام المخرج محمد خان لأنه كان من أكثر الفنانين حبا لتجسيد مشاهد الأكشن بنفسه دون الاستعانة بدوبلير محترف.
ليلى علوي عانت هي الأخرى من الإصابة في قدميها ووجهها وذلك لإصرارها على تصوير مشهد تعذيب لها في المعتقل بنفسها دون "دوبليرة" وذلك ضمن أحداث فيلم "الهجامة" بطولتها مع هشام سليم وسيمون وإخراج محمد النجار.
أما في التلفزيون فتبدو المسألة أقل حدوثا وخطورة بمراحل من السينما.. وإن كان هذا لم يمنع من إصابة الفنان فؤاد أحمد الذي اشتهر بدور "هامان" قائد جيش فرعون مصر في مسلسل "محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)" والذين معه.. وبرع في أدوار الشر بالسينما والذي تعرض في أحدها إلى إصابة بالغة كلفته فقد إحدى عينيه لحاسة الإبصار وكان ذلك أثناء تصوير أحد المشاهد في مسلسل تلفزيوني..
كذلك تعرض الفنان محمد وفيق لإصابات شديدة في كافة أنحاء جسمه نتيجة سقوطه من على ظهر جواده في أحداث المسلسل التاريخي "نصر الله" وهو ما استدعى علاجه على نفقة الدولة من شرخ في الحوض أبعده عن التمثيل لأكثر من عام كامل ومازال يعالج حتى الآن من هذه الإصابات.. ورغم ذلك فإنه من أكثر المدافعين عن موضوع رفض الاستعانة "بدوبلير" في المشاهد الخطيرة ويقول: أنا مع الصدق الفني في الأداء حتى ولو كلف ذلك الفنان متاعب وإصابات وخلافه.. وبالنسبة لي أنا من أكثر الفنانين إجادة لركوب الخيل ومعروف عني ذلك خاصة وأن لي تجارب كثيرة في الأعمال التاريخية والدينية ومن ثم لن أتراجع عن موقفي الرافض للدوبلير في المشاهد الخطيرة مهما حدث لأن ما حدث لي في مسلسل "نصر الله" كان قضاء من الوارد جدا أن يتعرض له أي إنسان..