سيمون العاشق عضو نشيط
عدد الرسائل : 72 العمر : 38 السٌّمعَة : 0 النقاط التي حصلت عليها : 28684 تاريخ التسجيل : 29/03/2009
| موضوع: قصة الاشجار الثلاثة الثلاثاء 31 مارس - 14:03:45 | |
| قصّة الأشجار الثلاثة
كانت هناك ثلاث أشجار، نشأت الواحدة بجانب الأخرى في الغابة. كنَّ صديقات. ومثل كلّ الأصدقاء تقريباً، هنّ أيضاً كنّ يثرثرن كثيراً. ومثل كلّ الأصدقاء تقريباً، هنّ أيضاً كنّ مختلفات، رغم أنّهنّ نشأن في نفس المكان ولهنّ حوالي نفس الطول. الشجرة الأولى كانت تحبّ الجمال. الشجرة الثانية كانت تحبّ المغامرة. الشجرة الثالثة كانت تحبّ الله. في أحد الأيّام، كانت الأشجار الثلاثة تتحدّثن عمّا كنّ يرغبن أن يصبحن في المستقبل. «عندما أكبر، أريد أن اصبح صندوقاً مزخرفاً، من تلك التي تُحفَظ فيها الكنوز، مملوءاً بالمجوهرات المتألّقة»، قالت الشجرة الأولى. الشجرة الثانية كان تفكّر بطريقة مختلفة. «عندما أكبر، أريد أن أصبح سفينة شراعية قوية»، قالت. «مع القبطان المستكشف العظيم، سأكتشف بلداناً جديدة». في تلك الأثناء، كانت الشجرة الثالثة تهزّ أغصانها. «أنا لا أريد أن أتحوّل إلى أيّ شيء»، قالت. «أريد أن أبقى في مكاني هنا وأن أرتفع أكثر فأكثر كلّ عام. أريد أن أصبح أعلى أشجار الغابة. وعندما ينظر إليّ الناس، سأجعلهم يفكّرون بالله». مرّت الأعوام وفي أحد الأيّام وصل إلى الغابة ثلاثة حطّابين. «وأخيراً!»، صرخت الشجرة الأولى، عندما أطاح بها الحطّاب الأوّل. «الآن سيتحقّق حلمي بأن أصبح صندوقاً للكنوز». «رائع!»، صرخت الشجرة الثانية، عندما أطاح بها الحطّاب الثاني. «الآن سيتحقّق حلمي بأن أصبح سفينة شراعية». «آه كلا!»، صرخت الشجرة الثالثة، عندما أطاح بها الحطّاب الثالث. «الآن لن أستطيع أن أتحدّث إلى البشر عن الله». أخذ الحطّابون الأشجار الثلاثة. مستقبل إثنتين منهما كان محمَّلاً بالإنتظارات. ولكن لم يمضِ وقت طويل لكي تدفن جميع الأشجار الثلاثة أحلامهنّ. بدلاً من أن تصبح صندوقاً جميلاً للكنوز، تحوّلت الشجرة الأولى إلى مذود قبيح للحيوانات. بدلاً من سفينة شراعية رشيقة، تحوّلت الشجرة الثانية إلى قارب صيد بسيط. ومن الشجرة الثالثة لم يصنعوا شيئاً. قطّعوها إلى ألواح خشبية وتركوها في كومة في الحديقة. إستمرّت الحياة... مرّت الأعوام... وشيئاً فشيئاً، تعلّمت الأشجار الثلاثة أن يتعايشن مع أحلامهنّ المدفونة. ثمّ، في إحدى الليالي، تغيّرت حياة الشجرة الأولى بشكل مفاجئ. وُلد طفل، كان واضحاً جدّاً أنّه ليس طفلاً عادياً. الملائكة أنشدوا، رعاة جاؤوا لزيارته. أحزر أيّ مذود استعملت والدة الطفل كمهد لوضع وليدها؟ عندما فهمت الشجرة الأولى ما حدث، إمتلأ قلبها بالفرح. «تحقّقت أحلامي»، قالت. «لم امتلئ بالذهب والمجوهرات، ولكنّي حملت أثمن كنوز العالم». مرّت أعوام أخرى كثيرة، حوالي ثلاثون، وأخيراً، حياة الشجرة الثانية أيضاً تغيّرت. كانت في الخارج، في وسط البحر، عندما ثارت عاصفة رهيبة. الريح كانت تهبّ بعنف والأمواج كانت عالية جدّاً بحيث كان القارب على وشك الغرق. لكن في تلك اللحظة حدث شيء لا يُصَدَّق. أحد الرجال وقف. «أصمت! إخرس!»، قال للريح وللأمواج. وهي أطاعته. عندما فهمت الشجرة الثانية ما حدث، إمتلأ قلبها بالفرح. «تحقّقت أحلامي»، قالت. «لم أنقل مستكشفاً عظيماً، لكنّي حملت خالق السماء والأرض». بعد وقت ليس بطويل، حياة الشجرة الثالثة أيضاً تعرّضت لتغيير. جاء نجّار وأخذها معه. ولكنّها شعرت بهلع كبير عندما رأت أنّه لم يصنع منها شيئاً جميلاً، ولا حتّى شيئاً مفيداً. بل عمل منها صليباً خشبياً. «هذا الصليب هو من النوع الذي يقوم الجنود بصلب المجرمين عليه»، فكّرت الشجرة باضطراب. وفعلاً تمّ نقلها إلى مكان تنفيذ أحكام الإعدام. هناك، على قمّة تلّ قاموا بتسمير رجل محكوم عليه بالموت على ألواحها. في الحقيقة كان يمكن أن يصبح ذلك اليوم هو الأسوأ في حياة الشجرة، لولا أنّ الرجل المسمّر على الصليب لم يكن مجرماً يدفع جزاء آثامه. بل كان إنساناً بريئاً، يسوع المسيح، إبن الله، الذي كان يموت من أجل خطايا العالم. وعندما فهمت الشجرة الثالثة ما حدث، تهلّل قلبها من الفرح. «تحقّقت أحلامي»، قالت. «لن أصبح أعلى أشجار الغابة، ولكنّي سأكون الصليب الذي سيجعل البشر يفكّرون بيسوع المسيح».
سيمون العاشق الباطناوي | |
|
غديدايا عضو قديم مميز
عدد الرسائل : 717 العمر : 34 السٌّمعَة : 3 النقاط التي حصلت عليها : 29509 تاريخ التسجيل : 10/02/2009
| موضوع: رد: قصة الاشجار الثلاثة الأربعاء 1 أبريل - 9:44:49 | |
| شكرا ياخ سيمون العاشق على القصة الحلوة | |
|
سيمون العاشق عضو نشيط
عدد الرسائل : 72 العمر : 38 السٌّمعَة : 0 النقاط التي حصلت عليها : 28684 تاريخ التسجيل : 29/03/2009
| موضوع: رد: قصة الاشجار الثلاثة الأحد 5 أبريل - 19:12:27 | |
| شكرا ع الرد وتسلم حبيبي اخوك سيمون العاشق من باطنايا | |
|