m.fyez عضو نشيط
عدد الرسائل : 72 العمر : 76 السٌّمعَة : 0 النقاط التي حصلت عليها : 30515 تاريخ التسجيل : 13/03/2008
| موضوع: عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح الأحد 27 أبريل - 9:01:50 | |
| عمق المعنى الروحى لآلام وقيامة الرب يسوع المسيح+ بعد أن عشنا أحداث أسبوع الآم ربنا يسوع المسيح ، نحتفل اليوم مبتهجين بتذكار قيامته المجيدة ، وقصة الفداء كما يعلنها الإنجيل هى سر رجائنا وفرحنا وإفتخارنا لأننا بها خلصنا ، فحياة ربنا يسوع ورسالته ليست مثل حياة ورسالة أى نبى ، فالأنبياء قدموا وصايا ، ولكن الوصايا التى قدمت لتكون سبب حياة للبشر ، صارت سببا لدينونتهم ، لأنها حكمت عليهم ، إذ لا يوجد إنسان بلا خطية ولو كانت حياته يوما واحدا على الأرض ، فكل بشر ورث الطبيعة الفاسدة ، حتى الأنبياء . + كانت البشرية تحتاج لمن يرفع عنها حكم الموت ، ويكسر شوكته وهى الخطية ، ويحررها من سطوة إبليس ، ويجدد طبيعتها التى فسدت ، لذلك تجسد الله الكلمة وأخذ طبيعتنا البشرية ، وصار إبنا للإنسان . وقدم نفسه بإرادته ذبيحة على الصليب لله الآب . وعلى الصليب إستوفى العدل الإلهى حقه من كل البشر فى شخص المسيح ، وحصل لنا الرب على البراءة والغفران ، وبقيامته أعطانا الحياة الأبدية .. + رسالة السيد المسيح لم تكن مجرد إبلاغ وصايا ، مع أن الإنجيل يحوى أسمى الوصايا ، لكن رسالة المسيح هى تدبير إلهى لخلاص الإنسان ، كان فى قصد الله منذ الأزل : " بل نتكلم بحكمة الله فى سر ، الحكمة المكتومة التى سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ، التى لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ، بل كما هو مكتوب ، ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه ، فأعلن الله لنا بروحه " [ 1 كورنثوس 2 : 7 – 10 ] + + إن إنجيل خلاصنا هو أن : " المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب " [ 1 كو 15 : 4 ] + لذلك عندما يقدم البعض كتبا مزورة ، مدعين أنها أناجيل ، مثل إنجيل برنابا أو المجدلية أو يهوذا ، نقول لهم أن حياة الرب يسوع ورسالته ليست قصة يختلف الكتاب على تفاصيلها ، لكنه تدبير إلهى قصده الله بحكمته الإلهية لخلاص البشر ، ولا تحتمل الأضافة أو الحذف أو التغيير ، إنجيلنا هو أن المسيح تجسد ثم مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا . + ولمن يتساءل ويقول لماذا كل هذا العسر فى التدبير ، يقول له الإنجيل : أنت غير مقدر لآثار الخطية الموجهه إلى الله غير المحدود ، وآثارها على الإنسان ، فقد أدخلت الموت والفساد فى طبيعته ،+ وأنت غير مدرك أن خلاص الإنسان لا بد أن يكون بتدبير يتلاقى فيه العدل والرحمة ، وبه تتجدد طبيعة الإنسان ،+ وأنت غير مدرك لمحبة الله وحكمته وقدرته الكاملة ، لذلك يقول الإنجيل : " كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى حكمة الله وقوة الله " ( 1 كو 1 : 18 ، 24 ) .+ يوحنا الحبيب فى رؤياه ، رأى المسيح كلمة الله وثوبه مغموس فى الدم ( رؤيا 19 : 13 ) + أما المفديين فرأى ثيابهم بيضاء ، لأنهم غسلوها وبيضوها فى دم الخروف المسيح ( رؤيا 7 : 14 ) ، أى أن لا أحد يخلص بدون أن يبيض ثيابه بدم المسيح . + بدون فداء المسيح لا ذبيحة دموية تنفع ، لأن الحيوان لا يفدى الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله ، ولا بر كل الأبرار ينفع . لأنه لا يوجد إنسانا بغير خطية . ولا توبة تنفع لأن عدل الله يطلب ما مضى ، ما لم يكفر عن الإنسان بذبيحة ترضيه . + هذا هو إيماننا الذى يجمع عليه كل المسيحيين مهما اختلفت طوائفهم منذ عصر الرسل ، وثبتته ودونته فى قوانين ، المجامع المسكونية ، وتضمنته أقوال الآباء منذ القرن الأول الميلادى وهو الإيمان الذى من أجله أضطهد المسيحيون واحتملوا الآلام حتى الموت وقبلوها فرحين . وبه أنتشرت المسيحية فى العالم كله بعمل الروح القدس دون سلاح أو قهر أو إغراء . + وهذا ما أعلنه الله لآدم من خلال الذبائح الدموية التى علمها لآدم ونسله من بعده ، وكانت رمزا لذبيحة المسيح وهو الخلاص الذى أشتهاه الأنبياء : " لخلاصك انتظرت يارب " [ تكوين 49 : 18 ] ، " ليتك تشق السموات وتنزل " ( إش 64 : 1 ) .+ نحن نفرح ونشكر الله ، لأن هذا الخلاص العظيم ، ليس مجرد قصة حدثت فى الماضى ، ولا أمل نرجوه فى المستقبل فقط ، بل واقع حى نعيش فى بركاته ، والحياة الأبدية أخذنا عربونها هنا لتكمل لنا فى الأبدية ، فنحن نموت ونقوم مع المسيح فى المعمودية ( كو 2 : 12 ) ، ونثبت فيه ونصير هياكل للروح القدس بسر الميرون ، وتدوم لنا وفينا ، بسر التوبة والأعتراف وبسر التناول وبالشركة المستمرة معه ، كقول الرب : " أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد " [ يو 11 : 25 ، 26 ] ، وكقول سفر الرؤيا : " مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ( قيامة روحية بالمعمودية من موت روحى هو موت الخطية ) . + أخى وأختى : إن قيامة المسيح لا تحتاج لبرهان مادى بقدر ما تحتاج إلى برهان نقدمه بحياتنا وسيرتنا ، إن المسيح حى فينا ، لكن إن كان لنا شكل الإيمان ولا نحيا فى قوته ، إن كانت فى قلوبنا بغضة وخصام ، وإن كان فينا المكر والخبث ، وإن كنا نتعامل بالغش والخداع ، وإن كانت جلساتنا وعلاقاتنا لا ترضى الله ، أو كان مظهرها غير عفيف ومعثر لا يليق بهيكل الروح القدس الذى هو نحن ، فهل نستطيع أن نقول أن المسيح قام وهو حى فينا وأننا قمنا معه ؟! + إذ كنا نريد أن نفرح حقا بقيامة المسيح ونفرح قلبه بقيامتنا نحن ، فنعلم أن كنيسة المسيح ( جميلة ) كالقمر طاهرة كالشمس ونحن أعضاء فيها ، والرب إشترانا لنفسه بدمه الطاهر لتكون أمة مقدسة كهنوت ملوكى شعب إقتناء ، لنخبر بفضائل الذى دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب . + + + | |
|