[ 1 ]+ الأنتشار المتسع لجوقات العذارى فى سماء الكنيسة ....
+ بتولية العذارى فى العهد الجديد ، والفكر الأبائى ....
+ لقد قدمت بتولية العذارى فى العهد الجديد أسمى ما يمكن أن تقدمه البشرية إجلالا وتقديرا للجـــة الحب الإلهى الغير المنطوق به .... لا يوجد فى لغة البشر ما يمكن أن يصف عظمة البتولية لدى العذارى .. خاصة صغيرات السن وهن يتسابقن فى ميادين الأستشهاد حفاظا على أمانة نذرهن والفوز بالأنطلاق الفورى نحو حجلة عريسهن السماوى .. [ منتدى عنكاوة ]أين كيانهن البشرى وضعف طبيعتهم ؟أين صغر سنهن وقلة أيامهن ودرايتهن ؟
لقد ألبسهن المحبوب قوة من الأعالى أذهلت عقول المضطهدين ، كما سجلت لهن أفخر الأنتصارات ونلن تيجان المجد الأبدى . وأما جوقات الملائكة الأرضيين ، عرائس المسيح العفيفات ، اللاتى زهدن مباهج العالم وتركن الأهل والوطن ليسكن قدس البتولية ويعشن شركتها المقدسة كجنديات للرب ثابتات فى الإيمان متسلحات بالعفة ، فلهن يرجع الفضل فى حفظ هذا التراث العظيم لهذه الحياة المقدسة وتسليمه إلينا عبر الأجيال .. من جيل إلى جيل . حياة البتولية فى العهد الجديد لقد نمت بتولية العذارى وانتشرت مثل ومضات كثيرة متناثرة وسرعان ما شكلت نورا ساطعا جليا فى سماء الكنيسة بتجمعاتهن التى جسدت حياة السمائيين على الأرض . وفى حبهن الغامر للآب السماوى والتمسك بحفظ وصاياه الإلهية تميزن بمظهر وسلوك جديد ، لم يعرفه العالم من قبل :" بعيد كل البعد عن إتجاهات العبادة الوثنية وأنبياء العهد القديم "فيؤكد القديس أثناسيوس الرسولى [ 296 م – 373 م ] أن حياة البتولية الحقيقية تتسم بصفتين أساسيتين هما الأختيار الحر والأستمرارية . فلم يمارس الوثنيون البتولية الحقيقية لأنهم لم يعرفوا الإله الحقيقى الذى يعطى النعمة لمن يؤمن به بالحقيقة . ويرى القديس أثناسيوس أن حياة البتولية لم تذكر فى وصايا العهد القديم أو الكتابات العبرية .. القديس بولس الرسول نفسه لم يعرف عنها شيئا من خلال الناموس ولكن عن طريق سيرة القديسة العذراء مريم وما أعلنه الرب يسوع المسيح بنفسه [ غل 1 : 12 ] فالأبن الكلمة المتجسد هو الذى منح الإنسان القدرة على اختيار البتولية ، كنصيب صالح ، بإرادته ، لأنه : " عندما أتى الرب إلى العالم متجسدا من العذراء وصار إنسانا آخذا شكل بشريتنا ،[ ما خلا الخطيئة وحدها ] حينئذ صار الغير مستطاع لدى الناس مستطاعا ،فانتشرت [ حياة البتولية ] التى لم تكن موجودة من ذى قبل " ....
ويؤرخ القديس يوحنا الذهبى الفم [ 347 – 407 ] لتاريخ البتولية فى كتاباته فيقول : " فى العهد الجديد ... خرج جمال البتولية جليا إلى النور " فلم يكن هناك موضع للبتولية فى العهد القديم ولا فى شرائعه ولا فى المثاليات التى عاش بها رجاله وقديسوه ، فالبتولية لم تكن معروفة فى الشريعة القديمة أى الناموس ولم ينطق أحد من القدماء بهذا الإسم على فمه . ويرى القديس أن كلمة البتولية دخلت قاموس الجنس البشرى بميلاد السيد المسيح من عذراء . ويؤكد رب المجد قيمتها العالية حينما نطق بهذا القول : يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات ( مت 19 : 12 ) فحياة البتولية فى العهد الجديد ، عهد المسيا ، جديدة تماما من جهة أصلها والدافع إليها وممارستها ... ويؤكد آباء الكنيسة هذه الحقيقة فيقول القديس أمبروسيوس [ 340 – 397 م ] :" فمن ذا الذى يستطيع أن ينكر أن هذه الحياة العذراوية تستمد قوتها من السماء ، تلك الحياة التى لم توجد على الأرض إلا عندما نزل ربالمجد وأخذ جسدا بشريا ؟! "
إن جمال البتولية لم يوجد على الأطلاق بين الوثنيين ولا بين الفلاسفة ولا بين عذارى فيستا ( فتيات يقوم باختيارهن رئيس الكهنة الوثنى وكن يتمتعن بميزات وكرامات خاصة .. ) ؛ اللواتى تفرض عليهن العفة بالقانون فهؤلاء الفتيات لسن عذارى مكرسات ، وعلى النقيض من ذلك نجد العذارى المسيحيات يعشن بإرادتهن حياة العفة والنقاوة . فالبتولية فى المسيحية ترتكز على مصادر وأسس أخرى . المصدر الأول هو شخص الرب يسوع المسيح نفسهفيقول القديس جيروم [ 330 – 420 ] والقديس ميثوديوس [ 260 – 312 م ] والقديس يوحنا الدمشقى [ تنيح بعد عام 754 م ] : " إن البتولية تسكن وتقيم فى المسيح " ،.. الذى هو
" ابن البتول " ، .. " رئيس العذارى الأعظم " .. و .. " عريسهن " .
ولذا يحث القديس أغسطينوس المؤمنين أن يتبعوا الحمل البتول ، والتبعية تعنى الأقتداء به فيقول : " يجب علينا أن نتأمل فى شخص المسيح نفسه ،
المعلم الأعظم وأساس البتولية العفيفة "لأنه " بميلاده من عذراء سن قانون البتولية ليقودنا بإشراق الأبدية والسمو عن كل ما هو أرضى وليضعف من قوة العالم الزائل " فتجسد " الإبن الكلمة " قدس طبيعة جسد بشريتنا وأعطى للبشرية بإرادتها الحرة ، القدرة على التحكم وضبط الشهوات الجسدية ؛ وحياة البتولية هى خير مثال لذلك .. وهذا ما يشير إليه البابا ألكسندروس التاسع عشر [ 311 – 323 م ] فى حديثه إلى بعض العذارى : " لو لم يتجسد الإبن الكلمة كيف كان يمكن الآن الأرتباط به ؟! ولكن عندما أخذ الرب جسدا بشريا من السيدة العذراء مريم ، أصبحتن عذارى وعرائس للمسيح . فلقد زرع والداكن فيكن بذرة الأشتياق إلى حياة الفضيلة وقاما برعايتها حسنا ، ثم نماها الختن الذى ألقى بكلمته فى قلوبكن فنمى فيكن الأشتياق لأن تصرن عذارى مكرسات له . فيجب عليكن أن تنظرن إلى سيرة العذراء مريم كمثال وصورة للحياة السمائية "
فمثال ربنا يسوع المسيح وبتولية والدته الفريدة يقدمان لنا النموذج الأعظم لحياة البتولية . ويعلق القديس جيروم قائلا : " لقد تقدست البتولية فى شخص الرب يسوع وأمه العذراء القديسة مريم . إذ أن كليهما بتول "
+ + +